
تشهد الساحة الوطنية منذ أيام موجة احتجاجات تقودها الحركة الشبابية “جيل زد”، تعبيرا عن حالة غضب اجتماعي متراكمة، وعن قطيعة شبه تامة مع الفاعلين السياسيين التقليديين، وعلى رأسهم الأحزاب السياسية التي بات حضورها في المشهد لا يتجاوز التصريحات الجوفاء، بحسب تعبير العديد من المحتجين والمراقبين.
ورغم الأحداث التي شهدتها مجموعة من مدن وقرى المملكة، فإن الأحزاب السياسية اكتفت بمواقف باهتة أو صمت مطبق، ما جعلها في مرمى الانتقادات والاتهامات بالعجز أو التواطؤ أو حتى الانفصال التام عن نبض الشارع.
ويمكن القول أن المسافة بين المواطن المغربي والأحزاب لم تعد مجرد فجوة سياسية، بل تحولت إلى هوة من انعدام الثقة، وكثير من الشباب المشاركين في هذه الاحتجاجات يرون في الأحزاب كيانات فقدت شرعية تمثيلهم، وعاجزة عن التعبير عن تطلعاتهم أو الدفاع عن قضاياهم الحقيقية.
ومن بين أبرز ما أثار غضب الشارع، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، هو غياب رد فعل سياسي مسؤول من غالبية الأحزاب تجاه هذه الاحتجاجات، وكأن ما يحدث خارج حساباتهم، دون تحركات ميدانية أو على الأقل خرجات إعلامية لتهدئة الوضع، الأمر الذي زاد من منسوب الاحتقان، وطرح تساؤلات مشروعة حول دور الأحزاب في النظام السياسي المغربي.
فهل أصبحت الأحزاب عاجزة عن قراءة التحولات المجتمعية؟ أم أن هناك تجاهلا متعمدا لما يجري؟ أسئلة تبقى مطروحة في كل نقاش عام حول الوضع الراهن.







