
A protesters shout slogans during a demonstration against the power utility company Amendis, for what demonstrators say are the company's high electricity bills, in Tangier October 31, 2015. REUTERS/Youssef Boudla
في خضم الاحتجاجات المتواصلة التي تقودها حركة “جيل زد”، يسجل غياب لافت للهيئات المدنية والجمعيات التي لطالما قدمت كوسيط فاعل بين الدولة والمجتمع، وكقوة اقتراح وتأطير، خصوصا في لحظات التوتر أو التعبئة الشعبية.
ما يجري اليوم في شوارع وساحات المغرب، من تعبير جماعي عن الغضب والسخط، لم يقابله من طرف المجتمع المدني سوى مواقف محتشمة، أو بيانات لا ترقى إلى المستوى، وهو ما يثير تساؤلات واسعة حول دور هذه الهيئات، ومدى قدرتها أو رغبتها في القيام بمهامها الجوهرية.
ويفترض في المجتمع المدني أن يكون فاعلا أساسيا في أوقات الأزمات، يؤطر ويصوغ المطالب، ويمنع الانزلاق نحو الفوضى أو العنف، غير أن ما يسجله الشارع اليوم، هو انسحاب هذه الهيئات من مشهد الاحتجاج، أو وقوفها موقف المتفرج.
وقد عبر نشطاء عن استغرابهم من هذا الغياب، خاصة أن أغلب الجمعيات تشتغل في قضايا الشباب والتربية وحقوق الإنسان، لكنها لم تواكب حتى الآن ما يقع، لا ميدانيا ولا إعلاميا.
وتباينت التفسيرات لهذا الغياب، بين من يعتبر أن العديد من الجمعيات باتت رهينة الدعم العمومي، وفقدت بذلك استقلاليتها وحيويتها، وبين من يرى أنها أصبحت عاجزة عن تجديد الخطاب وأساليب العمل.







