
أثار تركيب إشارات ضوئية بمحيط مقبرة أزلي، موجة من الانتقادات الواسعة، بالنظر إلى ما اعتبر حلا مرتجلا لمعضلة الازدحام المروري الحاد الذي تعرفه تقاطعات الطرق المؤدية إلى أحياء المسيرة وأزلي والطريق نحو حي المحاميد، خلف المطار الدولي لمراكش.
ورغم أن الغاية من هذا الإجراء كانت التخفيف من حدة الاختناق، خاصة خلال فترات الذروة، فإن واقع الحال يؤكد أن الأمور سارت في الاتجاه المعاكس، على اعتبار أن تركيب الإشارات الضوئية تم دون مراعاة لمحدودية البنية الطرقية، ولا لحجم الضغط اليومي على المنطقة، وهو ما أسفر عن مزيد من الاكتظاظ، عوض تنظيم السير وتيسيره.
وقد ساهم ضيق الطرقات، وسوء استغلال المساحات المخصصة للأرصفة، إلى جانب غياب التنسيق في توقيت الإشارات، في تعقيد الوضع المروري، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى نجاعة المقاربات المعتمدة، وغياب رؤية شاملة للتدبير الحضري بمراكش.
وما يزيد من تعقيد الوضع، هو أن تقاطع مقبرة أزلي سبق أن عرف تهيئة طرق جديدة يفترض أنها أنجزت لتوفير حلول بديلة وتنظيم حركة السير، غير أنها ما تزال مغلقة منذ سنوات، دون تقديم أي توضيح رسمي بشأن أسباب هذا الإغلاق، ما يدفع العديد من المتابعين إلى التشكيك في نجاعة القرارات المتخذة، وفي خلفيات الإبقاء على طرق رئيسية غير مستغلة، مقابل اللجوء إلى حلول ترقيعية محدودة الأثر.

![]()






