إفريقيا الأطلسية من التكامل إلى التأثير العالمي في عصر التحديات

إفريقيا الأطلسية من التكامل إلى التأثير العالمي في عصر التحديات

 

 

 

 

استقبل راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي، رؤساء البرلمانات الوطنية في الدول الإفريقية الأطلسية بالرباط، حيث أكد في كلمته على أهمية هذه المبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تحويل الواجهة الأطلسية للقارة الإفريقية إلى فضاء متكامل اقتصاديًا واجتماعيًا، يعزز التنمية المستدامة والتعاون بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي.

 

أشار الطالبي العلمي إلى أن هذه المبادرة ليست مجرد مشروع إقليمي، بل تمثل رافدًا أساسيًا للبناء القاري داخل الاتحاد الإفريقي، وتسعى إلى دعم منطقة التجارة الحرة القارية وتعزيز التكامل بين التكتلات الإفريقية. ولفت إلى أن المشروع يستند إلى مجموعة من الركائز التي تضمن نجاحه، أبرزها الموقع الاستراتيجي للمحيط الأطلسي الذي يربط القارة بباقي دول العالم، إضافة إلى الثروات السمكية الهائلة التي يوفرها الساحل الأطلسي الإفريقي، والتي يمكن استثمارها عبر شراكات عادلة ومستدامة.

 

كما شدد على أهمية الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يجعلها بيئة مثالية للنقل البحري الآمن، سواء للبضائع أو للأشخاص، في ظل التوترات التي تعرفها عدة مناطق بحرية حول العالم. وأكد على أن الموارد البشرية الشابة التي تزخر بها الدول الإفريقية الأطلسية تمثل عنصرًا حاسمًا في تحقيق التنمية، إلى جانب الثروات المعدنية والأراضي الزراعية الخصبة التي تملكها القارة، والتي توفر إمكانيات هائلة للاقتصاد الإفريقي.

 

أبرز الطالبي العلمي أيضًا دور الروابط الثقافية والتاريخية المشتركة بين الدول الإفريقية الأطلسية في تسهيل التعاون وتعزيز التضامن، مشيرًا إلى أن الاستثمارات في البنية التحتية، مثل الموانئ والطرق والمطارات، ستسهم في تغيير وجه المنطقة وإطلاق ديناميات اقتصادية جديدة تعزز تموقع إفريقيا على الساحة الدولية.

 

أوضح أن هذه المبادرة تتكامل مع مشاريع كبرى أخرى، مثل أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، الذي سيمكن من تعزيز الاندماج الاقتصادي بين الدول الإفريقية الأطلسية، بالإضافة إلى مشروع تمكين الدول غير الساحلية في الساحل الإفريقي من الوصول إلى المحيط الأطلسي، وهو ما يعزز الترابط القاري ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين الدول الإفريقية.

 

وأشار إلى أن القارة الإفريقية أصبحت محط تنافس عالمي بين القوى الاقتصادية الكبرى، ما يتطلب بناء شراكات عادلة ومتوازنة، قائمة على الاحترام المتبادل، ونقل التكنولوجيا، وخلق فرص الشغل، من أجل تحقيق التنمية المستدامة والاستفادة من الإمكانيات الذاتية للقارة. وشدد على أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يضع إمكانياته وتجهيزاته رهن إشارة القارة، من خلال تطوير البنية التحتية وفتح المجال أمام الشراكات الإقليمية والدولية التي تخدم المصالح الإفريقية.

 

أكد الطالبي العلمي على الدور المحوري للمؤسسات التشريعية في مواكبة هذا المشروع، من خلال وضع الأطر القانونية والترافع الدولي لضمان نجاحه، داعيًا إلى تشكيل شبكة برلمانية من ممثلي الدول الإفريقية الأطلسية لتنسيق الجهود وتعزيز التعاون.

 

في ختام كلمته، شدد الطالبي العلمي على أن هذه المبادرة تمثل فرصة تاريخية لإفريقيا للنهوض بمقدراتها، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي، وتعزيز موقعها على الساحة الدولية. ودعا إلى تضافر الجهود والعمل الجماعي لتحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، مؤكداً أن المغرب سيظل شريكًا استراتيجيًا للقارة الإفريقية في مسارها نحو التنمية والتقدم.

اخر الأخبار :