
عاش الجمهور المغربي، مساء يوم امس، لحظات استثنائية بملعب ملعب الأمير مولاي عبد الله، خلال حفل الافتتاح الذي ابهر المتابعين داخل المغرب وخارجه، وقدم صورة راقية عن قدرة المملكة على تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى. حفل حمل في تفاصيله رسائل فنية وتنظيمية قوية، ازدادت قيمته بحضور الأمير مولاي الحسن ولي العهد، الذي منح للتظاهرة وللمباراة الافتتاحية رمزية خاصة ومكانة مميزة.
وعلى ارضية الميدان، تابع الجمهور مواجهة المنتخب الوطني المغربي ونظيره منتخب جزر القمر، في مباراة انتهت بفوز مستحق للاسود بهدفين لصفر. غير ان الفرحة لم تكن فقط بنتيجة اللقاء، بل ايضا بالمشاهد الانسانية التي رافقته، حيث عبر المغاربة عن اعتزازهم وهم يشاهدون ولي العهد يتابع اطوار المباراة بشغف، ويتفاعل مع اهداف المنتخب كمشجع عاشق للقميص الوطني.
ولمست الجماهير، عن قرب او عبر الشاشات، تواضع ولي العهد وانسانيته، سواء من خلال تشجيعه المتواصل للاعبين او قبل انطلاقة المباراة، حين حرص على الحديث مع كل لاعب على حدة. لم يكتف بالسلام عليهم، بل اصر على تحفيزهم فردا فردا، في مشهد يعكس روح القرب والدعم المعنوي الذي يحفز على العطاء ورفع الراية الوطنية عاليا.
غير ان هذه الاجواء المليئة بالفرح والاعتزاز، سرعان ما تعكرت مباشرة بعد نهاية المباراة. فقد وجدت الالاف من الجماهير التي توجهت نحو محطة الرباط الرياض نفسها امام تجربة وُصفت بالسيئة. غياب تام للعلامات الارشادية التي توجه الجمهور نحو محطة القطار، اكتظاظ كبير، وسوء تنظيم واضح، ما جعل العديد من الاسر تقضي ساعات طويلة في الانتظار والارتباك.
وسجل الجمهور استياءه من طريقة التدبير التي رافقت مرحلة ما بعد المباراة، محملا المسؤولية لادارة المكتب الوطني للسكك الحديدية، سواء بسبب قلة المعلومات، ضعف التأطير، او عدم توفير عدد كاف من القطارات لاستيعاب هذا الكم الهائل من المشجعين. كما عبر عدد من المواطنين عن استغرابهم من كون بعض المضيفات اللواتي تم توظيفهن بجنبات الملعب لم يكن على دراية بمسار الوصول الى محطة القطار، حيث اكتفين بالقول انهن لا يعرفن الطريق.
وهكذا، تحولت مغادرة الملعب في اتجاه محطة الرباط الرياض الى تجربة مرهقة، شكلت نقطة سوداء عكرت اجواء الفرحة العامة، رغم نجاح حفل الافتتاح وجودة التنظيم داخل الملعب، وفوز المنتخب الوطني. واقع يفرض، وبإلحاح، اعادة النظر في تدبير مرحلة ما بعد المباريات، من خلال توفير وسائل نقل كافية، تعزيز الارشاد والتوجيه، وضمان تنسيق محكم بين مختلف المتدخلين، حتى تظل صورة التنظيم في مستوى تطلعات الجماهير وحجم الحدث.




