
في تدوينة قوية على حسابه في فيسبوك، وجه الحقوقي محمد الغلوسي انتقادات لاذعة لفئة من السياسيين الذين، حسب تعبيره، جعلوا من الفقر والهشاشة وقودا لاستمرارهم في السلطة، متهما إياهم بتحقيق الثراء الفاحش على حساب معاناة الشعب.
واعتبر الغلوسي ان بعض المسؤولين يتمنون ان تبقى طبقات واسعة من المواطنين حبيسة البؤس والحرمان، لا تتجاوز احلامها صندالة ديال الميكا، مقابل ان يواصلوا هم الاستمتاع بنعيم الفيلات الفاخرة والسيارات الفخمة والضيعات الواسعة، في مشهد يتناقض مع ابسط مبادئ العدالة الاجتماعية.
واكد ان هذه الفئة من السياسيين تتغذى على الفقر وتستغله لفرض السيطرة وتلميع صورتها، من خلال تقديم الفتات ونهب الاموال العامة، فقط لتسمع كلمات الثناء الزائف من قبيل بارك الله فيك سيد الحاج. وانتقد الغلوسي بشدة استمرار بعض المسؤولين في تسيير مدن لسنوات طويلة دون اي انجاز يذكر في البنيات التحتية، حيث تغيب شبكات الصرف الصحي وتنتشر الكلاب الضالة، بينما يمعن هؤلاء في اقناع الناس بانهم الاجدر بالثروة والتفوق.
وحمل الغلوسي المسؤولية لهؤلاء السياسيين الذين راكموا ثروات طائلة، دون ان تكون لهم اي سيرة مهنية او نشاط تجاري واضح، داعيا الى ضرورة محاسبتهم والكشف عن مصادر اموالهم، التي لا علاقة لها بالاستثمار او العمل الشريف، بل ناتجة عن ممارسة المسؤولية العمومية بجدارة، حسب وصفه الساخر.
كما شدد على ان المطالبة بتجريم الاثراء غير المشروع ومحاسبة المتورطين في تضارب المصالح والفساد والريع، هي معركة ضرورية لاستعادة ثقة المواطن، مؤكدا في المقابل احترامه لكل من كون ثروته بعرق جبينه واستثماراته دون استغلال للسلطة.






