فرحة صعود الكوكب المراكشي للقسم الوطني الثاني كانت زوينة، وخلاّت المراكشيين يصفقو بحرارة، ما بين فرحان بالإنجاز وما بين مزيان شاف المنتخبين والسلطات كيتحركو أخيرًا فشي حاجة كتفرّح. والي الجهة، رئيسها، العمدة، وجماعة المشور القصبة، كلهم خدو نصيبهم من الشكر والتصفيق. ولكن الفرح… ما عمره كيتكمل فمراكش، حيت دايمًا كاين شي لقطة كتخليك تقول: “آش بغاو يوصلو لينا؟”
وسط هاد الاحتفالية، خرجات صور فاش كان أحد كبار صانعي “ليالي الشيشا” واقف فالوسط بين الوالي ورئيس النادي، بحال إلا هو بطل المقابلة، وحتى الوالي ما بخلش عليه بكلمة “ديال المعقول” وقال ليه قدام الناس: “تهلا فراسك”. واش بصح؟ مالنا كنحاربو الشيشا بنهار، وكنديرو ليها حفلات تكريم بالليل؟
المشهد خلا بزاف ديال الناس كيدورو وجوههم بحال شافو خطأ في ماتش ساهل، وبدات الأسئلة كتترمى فالمقاهي وفالفايسبوك: واش معقول أن الفلوس اللي كتدخل من “رؤوس المعسل” تمشي تدعم فريق عريق بحال الكوكب؟ واش بغينا نديرو “ديربي” ما بين كرة القدم والشيشا؟
كيفاش الأمن كيدير الحملات ضد المقاهي اللي كيدخلو الشيشا، وفنفس الوقت كاين “ملك الليل” اللي كيسالي السيمانة بآلاف الرؤوس، والكل ساكت؟! هاد التناقض خلا الشباب الرياضي فحالة صدمة، وكأن الرياضة فمراكش تحولت لسيرك، كلشي فيه ممكن، بلا قواعد ولا أخلاق.
المصيبة ما كملاتش هنا، حيث حتى نائب العمدة اللي مسؤول على الشباب والرياضة تلاح ففضيحة “الغبرة البيضا”، وبلا حياء، العمدة باقة فرحانة بيه، بحال إلى “ماكاين باس”، ولا “الرياضة خاصها شوية منشطات”! وفوق هاد الشي، الدعم للفريق كيجي من جيوب ناس كيبيعو سلع محظورة، وأمام أعين الوالي اللي ما شاف فيها حتى مشكل، بل زاد كرّم الموقف بكلمة شكر!
الرياضة فمراكش اليوم ما بقاتش مجرد كرة، ولا فرقة، ولا جمهور. ولات مرآة تعكس واقع كيتخلط فيه “المعسل بالغبرة”، والتشجيع بالمصالح، والسلطة بالإشهار. وهنا خاصنا نسولو: واش ما بقيناش كنعرفو نفرّقو بين الرياضة والسموم؟ واش بغينا صورة الكوكب تولي مربوطة بالشيشا والغبرة؟!
الجواب باين: إلى بقات الأمور هكا، غادي نحتافلو مستقبلاً بكأس “نارجيلة الذهبية”، بدل درع اليطولة. والرياضة فمراكش غادي تولي بحال مقهى ديال الشيشا: زينة من برا، مسمومة من الداخل.
