وجوه مخيفة وسيجارة مشتعلة .. شعار الاستقبال بمركز درك تسلطانت

وجوه مخيفة وسيجارة مشتعلة .. شعار الاستقبال بمركز درك تسلطانت

بوجه عبوس، بل بوجه مخيف ومرعب وكأنهم يريدون قبض أرواحهم أو قطع أرزاقهم، هكذا يتم استقبال المواطنين بالمركز الترابي للدرك الملكي بتسلطانت من طرف بعض عناصر هذا المركز، ظنا منهم أن قاصدي هذا المرفق قصدوهم شوقا إلى رؤية وجوههم أو سماع صوتهم.

 

فإذا كان خفض الجناح وإلقاء السلام وبشاشة الوجه مطلوبا من الإنسان اتجاه أخيه الإنسان بشكل عام، فإن هذه الاخلاق أشد طلبا في حق عناصر هذا المركز اتجاه المواطنين، لأن الترحيب وحسن الاستقبال يترك أثرا عميقا في نفسية المواطن ربما لا يقدره بعضهم حق قدره، إذ قد يدخلون على المواطن السرور بحركة أوكلمة طيبة قد لا يلقون لها بالا، وقد يغضبون ويجرحون كرامته أيضا بحركة أو كلمة سيئة ربما بقصد أو بغير قصد، هذا المفهوم يتماشى تماما والقول المأثور: “أطلبوا الحوائج عند حسان الوجوه” أو “التمسوا الخير عند حسان الوجوه”، فلو فرضنا أن للمواطن حاجة في هذا المركز الترابي سيطلبها أو سيسألها من أحد شخصين بشوش وعبوس، فلا شك سيطلبها من البشوش لأنه سيتوسم فيه الخير أكثر من ذي الوجه العبوس.

 

إن استقبال المواطنين قاصدي هذا المرفق الأمني بوجه بشوش وبأدب واحترام هو واجب وفريضة، ومن كان عاجزا عن ذلك فليبحث عن عمل آخر، فاالجنرال دوكور دارمي محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، ما فتئ يدعوا جميع موظفات وموظفي الدرك الملكي خاصة العاملين بالبنيات الأمنية الموجودة في الصف الأول وهي المراكز الترابية، إلى التحلي بمبادئ اللباقة والاحترام، وترسيخ ثقافة حسن استقبال المواطنين والمرتفقين، وذلك وفق قواعد الحكامة الجيدة التي تشكل صلب الإستراتيجية الخدماتية لجهاز الدرك الملكي.

 

وبالمناسبة، مشهد آخر ينضاف إلى طريقة استقبال المواطنين داخل هذا المركز الترابي والتي تحدثنا عنها أعلاه، وهو مشهد مثير للإستياء وبالدليل القاطع والحجة الدامغة التي نتوفر عليها، حيث رصدنا دركيا من رتبة (ADJUDANT)، وهو يدخن سيجارة داخل قاعة الاستقبال المتواجدة بمدخل المركز، وذلك في خرق واضح للقوانين التي تحظر التدخين في الأماكن العمومية المغلقة، خاصة المادة الرابعة من قانون 15.91 التي تنص على منع التدخين في الأماكن العمومية ويقصد بها كل مكان معد للاستعمال الجماعي، وكل مرفق عمومي، وكذا المؤسسات العامة والمكاتب الإدارية؛ وهو تصرف يتنافى والدور الذي يجب أن يلعبه عناصر الدرك الملكي كمثال للامتثال للقانون والانضباط، خاصة في مرفق يفترض أن يكون نموذجا في احترام القوانين والانظباط حفاظا على هيبة هذه المؤسسة الأمنية وثقة المواطنين فيها.

 

وهنا، نطالب لاجودان شاف « المحجوب » قائد المركز الترابي الدرك الملكي – تسلطانت، بالعودة لكاميرات المراقبة المتبثة داخل المركز من الساعة الثانية زوالا الى الرابعة عصرا، للتؤكد من صحة تدخين هذا الأخير، لكن مع ترتيب المسؤوليات والجزاءات لضمان احترام القانون داخل هذا المركز، وذلك تفعيلا لمبدأ المساواة، الذي يجعل المواطنين سواسية أمام القانون، فإذا كان المواطن ممنوعا من التدخين داخل هذا المرفق الأمني، فمن باب أولى أن يمنع الدركي أيضا، لأن القدوة يجب أن تكون في صفوف من يمثلون القانون ويحملون مسؤولية تطبيقه. احترام القانون لا يجب أن يكون انتقائيا، وإلا فقد هيبته ومعناه.

اخر الأخبار :