تفاصيل مثيرة حول اكتشاف وحش مفترس بالمغرب
في اكتشاف حفريات مذهل، عثر باحثون الأسبوع الماضي على بقايا متحجرة لنوع جديد من الديناصورات الموزاصورية، وهو ” كارينودينس أكرودون ” ، في منجم الفوسفاط سيدي شنان بإقليم خريبكة بالمغرب. هذا النوع الذي عاش قبل حوالي 67 مليون سنة، في نهاية فترة الماستريخت من العصر الطباشيري، يقدم رؤى جديدة حول تنوع وتطور الزواحف البحرية التي كانت تهيمن على البحار في ذلك الوقت.
Carinodens acrodon هي سحلية بحرية صغيرة، يبلغ طولها حوالي 2 إلى 3 أمتار. تتميز هذه الديناصورات بفكيها الطويلين والرفيعين وبنيتها السنية الفريدة مما يميزها عن غيرها من الموزاصورات. يتم تصنيف هذا النوع على أنه من الكائنات البحرية التي تتغذى على اللافقاريات ذات القشرة الصلبة. على عكس الموساسوريات السابقة، التي كانت لها أسنان حادة ومخروطية الشكل تتكيف مع اصطياد الفرائس الأصغر والأكثر ليونة، كان لدى كارينودنس أكرودون أسنان مسطحة ومستطيلة ومضغوطة. سمحت له هذه الأسنان المتخصصة بطحن واستهلاك الحيوانات ذات الهياكل الخارجية الصلبة، مثل القشريات والرخويات
يسلط الاكتشاف الضوء على التنوع المتزايد للموساصوريات في نهاية العصر الطباشيري. ويشير الباحثون إلى أنه بحلول هذا الوقت، كانت أنواع الموزاصوريات قد طورت مجموعة واسعة من أشكال الأسنان. كان لدى البعض أسنان ضخمة ومخروطية الشكل للإمساك بالفريسة وتمزيقها، وكان لدى البعض الآخر أسنان حادة لسحق العظام، وأسنان تشبه السكين للثقب، وأسنان مسننة للقطع. يمثل التكيف السني لـ Carinodens acrodon تغييرًا مهمًا، حيث يسلط الضوء على دوره باعتباره عاثيًا للجراثيم بين الزواحف البحرية.
عاش هذا النوع الجديد جنبًا إلى جنب مع أنواع أخرى ذات صلة مثل Carinodens minalmamar و Carinodens belgicus. ومع ذلك، وعلى عكس الأنواع الأخرى، لم يتم التعرف على Carinodens acrodon إلا في المغرب، مما يجعل هذا الاكتشاف مهمًا بشكل خاص لفهم النظام البيئي البحري في أواخر العصر الطباشيري في هذه المنطقة.
يعتبر تنوع الموزاصوريات في المغرب استثنائيا، حيث أظهرت العديد من الأنواع تكيفات فريدة تشير إلى درجة عالية من التخصص البيئي. وتشير هذه النتائج أيضًا إلى أن الموزاصوريات ربما كانت أكثر تنوعًا بيئيًا من الزواحف البحرية الأخرى في العصر الوسيط. يساهم هذا الاكتشاف في إثراء فهمنا للديناميكيات البيئية التي سبقت الانقراض الجماعي الذي مثل نهاية العصر الطباشيري ونهاية عصر الديناصورات.
وبشكل عام، لا يزال التاريخ الأحفوري للمغرب، البلد المشهور بمواقعه الأحفورية الرائعة، يدهشنا من خلال الكشف عن أنواع جديدة وتعميق معرفتنا بالحياة ما قبل التاريخ.