محلات المراهنات الرياضية تغرق شباب حي مبروكة في الإدمان وتبعدهم عن سوق الشغل

محلات المراهنات الرياضية تغرق شباب حي مبروكة في الإدمان وتبعدهم عن سوق الشغل

في ظل تصاعد ظاهرة البطالة بين صفوف الشباب المغربي، تبرز إشكالية جديدة ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية خطيرة، تتجلى في تحول المراهنات الرياضية إلى بديل عن العمل، ومصدر دخل مؤقت محفوف بالمخاطر. حي مبروكة بمراكش يشكل نموذجا صارخا لهذا الواقع، بعدما تحولت العديد من الإقامات السكنية إلى فضاءات تحيط بها محلات المراهنة التي باتت تستقطب العشرات من الشباب يوميا.

انتشار هذه المحلات بشكل غير مسبوق داخل أحياء سكنية مثل مبروكة، لم يعد مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبح عامل جذب لفئات واسعة من الشباب، ممن اختاروا التخلي عن فكرة البحث عن عمل أو تكوين مهني، مفضلين ما توفره لهم هذه الأنشطة من أرباح سريعة، ولو مؤقتة. بعضهم يقضي يومه كاملا داخل هذه المحلات، يتابع المباريات ويخوض رهانات متتالية على أمل مضاعفة المكاسب، دون إدراك لحجم الخسائر الاجتماعية والنفسية الكامنة وراء هذا الإدمان.

الأخطر من ذلك أن الظاهرة بدأت تستهدف فئة القاصرين، حيث باتت تستعمل أساليب استمالة ممنهجة من طرف شباب متمرسين في حي مبروكة، يترصدون أبناء العائلات الميسورة نسبيا ممن يتوفرون على مصروف جيب محترم. يقنعونهم أولا بأنهم فازوا بأرباح مضاعفة بفضل مبلغ بسيط، فيُسلَّم لهم الربح المزعوم كمكافأة تحفيزية، ما يجعل القاصر يعتقد أنه اكتشف « كنزا يوميا » في الرهان. ومع مرور الوقت، يتحول هذا القاصر إلى ممول غير مباشر لرهانات الآخرين، يغذي السوق من خلال ما تمنحه له أسرته، ويغرق في دوامة الإدمان دون وعي أو رقابة.

هذه المحلات أصبحت تمثل بيئة خصبة لتفشي سلوكيات الإدمان، وعاملا أساسيا في تفريغ الحي من طاقاته الشابة القادرة على العمل والإنتاج، مقابل إغراقها في أوهام الربح السريع والمقامرة اليومية. وما يزيد من خطورة الوضع هو غياب أي مراقبة حقيقية أو تدخل تنظيمي يحد من انتشار هذه الفضاءات أو يفرض قيودا على من يُسمح لهم بولوجها.

أمام هذا الواقع، يطرح العديد من الفاعلين التربويين والاجتماعيين علامات استفهام حول مستقبل هؤلاء الشباب، خاصة وأن الظاهرة مرشحة للتفاقم ما لم تتدخل الجهات المعنية بوضع استراتيجية وقائية واضحة تشمل حملات توعية ومراقبة صارمة لهذه المحلات، قبل أن تتحول أحياء بأكملها إلى مصانع لإنتاج العطالة والإدمان.

اخر الأخبار :