
تتواصل معاناة المسافرين في المغرب مع الاكتظاظ داخل قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية حيث يضطر الركاب يوميا إلى السفر وقوفا بسبب تجاوز الطاقة الاستيعابية للعربات وغياب المقاعد الكافية وهو ما يخلق حالة من الفوضى والتذمر خصوصا خلال فترات الذروة والعطل
إلى جانب الاكتظاظ يعاني المسافرون من تدهور جودة الخدمات داخل القطارات من تعطل مكيفات الهواء وسوء نظافة المراحيض ما يزيد من تأجيج غضب الركاب خاصة على المحاور الرابطة بين الدار البيضاء والرباط وفاس ومراكش
ورغم الإجراءات التي أعلن عنها المكتب الوطني للسكك الحديدية بهدف تحسين تجربة السفر لا تزال الممارسات التي تمس بحقوق الزبناء تتكرر حيث تفجرت مؤخرا حالة من الغضب بسبب ما صار يعرف بتذاكر المقاعد الشبح والتي تبيع للركاب أرقاما غير متوفرة داخل القطار كما وقع في القطار رقم 128 القادم من فاس حيث اكتشف ركاب العربة رقم 27 أن المقاعد المشار إليها في تذاكرهم غير موجودة من الأساس
هذه الواقعة ليست معزولة بل تعكس ظاهرة تتكرر في عدد من الرحلات حيث يقتني الركاب تذاكر تحمل أرقاما لمقاعد غير متوفرة مما يسبب ارتباكا كبيرا داخل القطار ويضطر الزبناء إلى الوقوف أو التنقل بين العربات في ظروف غير إنسانية وهو ما يضع المكتب الوطني للسكك الحديدية أمام مساءلة حقيقية حول مصداقية خدماته
وفي محاولة لاحتواء هذه الأزمة أعلن المكتب عن إجراءات جديدة من بينها اعتماد نظام تعريفي مرن منذ الرابع من غشت 2024 يهدف إلى تخفيف الضغط على محور الدار البيضاء الرباط كما تم إتاحة خدمة اختيار المقاعد إلكترونيا بشكل مجاني منذ نهاية يوليوز إضافة إلى تعزيز عدد القطارات إلى أكثر من 230 قطارا يوميا خلال فصل الصيف مع مضاعفة عدد المقاعد على الخطوط الرئيسية
أمام هذا المشهد المتكرر يطرح سؤال جوهري حول مدى قدرة المكتب الوطني للسكك الحديدية على تحسين جودة خدماته بشكل فعلي وضمان كرامة وسلامة الركاب في ظل تزايد الطلب وتوسع الحاجة إلى تنقل آمن ومنظم بين مختلف مدن المملكة







