محمد ولد الرشيد يؤكد في منتدى الحوار البرلماني جنوب – جنوب على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والتنمية المشتركة

أكد محمد ولد الرشيد رئيس مجلس المستشارين بالمملكة المغربية ورئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، خلال كلمته الافتتاحية في النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب – جنوب، المنظم بالرباط تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، على أهمية ترسيخ التعاون بين دول الجنوب لمواجهة التحديات العالمية المتنامية.
وفي بداية كلمته، عبر ولد الرشيد عن اعتزازه باستضافة مجلس المستشارين لهذا اللقاء البرلماني الهام، مشيدا بالرعاية الملكية التي تؤكد الأهمية التي توليها المملكة المغربية لتعزيز علاقات التعاون بين الدول الشقيقة والصديقة في إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية وآسيا.
وأوضح أن المنتدى يشكل منصة متجددة لتعميق الحوار والتشاور بين البرلمانات، ويعد محطة مضيئة في مسار التعاون البرلماني جنوب – جنوب، مبرزا أن هذه الدورة تعرف مشاركة ممثلين عن أربعين دولة، بينها اثنتان وثلاثون تمثلها رئيسات ورؤساء المجالس التشريعية.
وأشار رئيس مجلس المستشارين إلى أن الدورة الحالية تتميز بالانفتاح على القارة الآسيوية، مما من شأنه أن يغني النقاش ويعزز جهود التكامل والتنمية المشتركة، مبرزا أن الشعار المعتمد للدورة يعكس الرغبة في بناء أسس صلبة لمجابهة التحديات الدولية وتحقيق السلم والاستقرار والتقدم.
وأكد ولد الرشيد أن انعقاد المنتدى يأتي في سياق عالمي دقيق، يعرف تحولات كبرى على المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، داعيا إلى تبني شراكات جنوب – جنوب حقيقية تقوم على الحوار والتعاون الفعال والتضامن، وعلى استحداث مقاربات تكاملية تواكب الثورة التكنولوجية والابتكار.
وشدد على أن التعاون بين دول الجنوب يجب أن يستند إلى تحرير التجارة البينية، وتعزيز الاستثمارات المشتركة، وتنسيق السياسات الاقتصادية، ودعم ريادة الأعمال والاقتصاد الرقمي، مؤكدا أن البرلمانات تضطلع بدور محوري في صياغة الأطر التشريعية الكفيلة بتحقيق هذا التكامل.
وفي سياق متصل، أبرز ولد الرشيد أهمية التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي كرافعة رئيسية لتحقيق التنمية الصناعية والتحول الاقتصادي، داعيا إلى ردم الفجوة الرقمية عبر تبني استراتيجيات وطنية للنهوض بالبحث العلمي والاستثمار في البنية التحتية الرقمية.
كما أعلن عن تنظيم عدد من الاجتماعات الهامة على هامش المنتدى، من بينها اجتماع الشبكة البرلمانية للسيدات البرلمانيات لتعزيز دور المرأة السياسي، واجتماع تأسيسي لشبكة الأمناء العامين لمجالس الشيوخ والشورى، بالإضافة إلى اجتماع المنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية (أفرولاك).
واختتم ولد الرشيد كلمته بالتأكيد على أن الحوارات البرلمانية البين – إقليمية ليست مجرد فضاءات للنقاش، بل تشكل آليات حقيقية لتعزيز التضامن والتكامل الإقليمي، معبرا عن أمله في أن تسهم أشغال المنتدى في بلورة تصور مشترك يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار لشعوب الجنوب