المضحكات المبكيات .. شركة -أرما- تكرم سيدات النظافة

في مشهد يثير الاستغراب، تنظم يوم غد الموافق ل 18 أبريل شركة -أرما للبيئة- المفوض لها قطاع النظافة بعدد من مقاطعات مدينة مراكش احتفالا رمزيا لفائدة النساء العاملات بهذه الشركة وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة حسب زعمهم، بالرغم من مرور أربعين يوما عن التاريخ المحدد دوليا للاحتفال بعيد المرأة ألا وهو يوم الثامن من شهر مارس من كل سنة.
احتفال بروتوكولي لدر الرماد في العيون، تحاول من خلاله الشركة المذكورة المثيرة للجدل، تجميل واقع مؤلم تعيشه هؤلاء النسوة تقنيات النظافة المراد تكريمهن، اللواتي يشتغلن في صمت بالشارع العام في ساعات مبكرة من فجر اليوم، بين أشعة الشمس الحارقة وبرد الشتاء القارس، في ظروف أقل ما توصف به أنها صعبة وقاسية، بدون شكاوى ولا احتجاجات مفتوحة، فقط تعب يتراكم وهم يومي يثقل أكتافهن، مقابل أجر زهيد لا يكفي حتى لشراء « ليكوش » والحليب لأطفالهن، والبعض منهن وللأسف بدون أي ترسيم يضمن لهن الأمان الوظيفي والاجتماعي.
جميل أن تكرم هؤلاء السيدات البطلات اللواتي وأدن وجوههن وحياءهن من أجل لقمة عيش يحملنها إلى أبناءهن اليتامى أو المتخلى عنهم، لكن التكريم الحقيقي لهؤلاء النسوة هو رفع أجورهن، بشكل يعكس حجم المجهودات التي يبدلنها بالشارع العام، وتثبيثهن أو ترسيمهن في وظيفتهن هاته، حتى يعملن بكرامة واستقرار بدل الخوف من الغد، فهن لا يردن ورودا حمراء مغلفة ذابلة أو كلمات منقمة-معسولة في احتفال رمزي، بل يردن حياة كريمة، وظروف عمل إنسانية، يقابلها تأمين صحي واجتماعي، فتعبهن لا توازيه وردة في يوم واحد في السنة ثم يطوى ملفهن المطلبي في صمت، لتعود وجوههن المنهكة إلى شوارع المدينة دون حماية كافية، ودون حقوق واضحة.
ختاما، ومن هيئة تحرير جريدة مراكش الإخبارية، نبعث لتقنيات النظافة العاملات بالشركات المفوض لها قطاع النظافة بربوع المملكة المغربية، برسالة شكر وتقدير وامتنان صادقة، كل أيام السنة وأنتن بألف خير أيتها البطلات، ودمتن تاجا شريفا على رؤوسنا.