
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الأخيرة مقاطع فيديو وصورا تزعم تعرض عدد من الملاعب المغربية لفيضانات وانهيارات بنيوية، في سياق محاولات التشكيك في جاهزية المملكة لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا، غير أن تقارير إعلامية دولية متخصصة في التحقق من المحتويات الرقمي كشفت زيف هذه الادعاءات، مؤكدة أن المواد المتداولة مفبركة باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبحسب المعطيات المتداولة، فإن أحد المقاطع التي حصدت ملايين المشاهدات على تطبيق “تيك توك” أُرفق بادعاءات تفيد بتضرر ملعب مولاي عبد الله بالرباط نتيجة فيضانات، مع الإيحاء بانهيار جزء من سقفه، غير أن عمليات التدقيق أظهرت تناقضات تقنية واضحة في الفيديو، من بينها حركات غير طبيعية للأشخاص الظاهرين، وغياب تفاصيل دقيقة في المعدات والملابس، ما يعزز فرضية التوليد الاصطناعي للمشهد.
كما كشفت المقارنة بين الصور الأصلية للملعب والمقاطع المتداولة وجود اختلافات بنيوية غير منطقية من بينها موضع الشاشات العملاقة وشكل المدرجات وعناصر السلامة، إضافة إلى تفاصيل عشوائية لا تتطابق مع المعايير الهندسية المعتمدة في الملاعب .
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر إعلامية موثوقة أنه لم يتم تسجيل أي انهيار أو أضرار هيكلية في الملاعب المغربية، مشيرة إلى أن الفيضانات التي عرفتها بعض المناطق همت مدينة آسفي دون أن تشمل الرباط أو المنشآت الرياضية الكبرى وهو ما تؤكده البلاغات الرسمية وتقارير السلطات المحلية.
وتبين من خلال تتبع الحسابات التي روجت لهذه المقاطع المفبركة، أنها لا تستهدف فقط المنشآت الرياضية، بل تعتمد نمطا ممنهجا في نشر محتويات مزيفة تستهدف صورة المغرب بشكل عام عبر صور وفيديوهات مولدة بالذكاء الاصطناعي، يتم تقديمها خارج سياقها الحقيقي.
في المقابل، اكد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ةن البنية التحتية الرياضية بالمغرب تستجيب للمعايير المطلوبة، وأن جميع الملاعب جاهزة لاحتضان المنافسات في أفضل الظروف، وهو ما تأكد من خلال بعض مباريات الجولة الأولى التي أقيمت في اليومين الماضيين.
وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة إشكالية الأخبار الزائفة والتضليل الرقمي المرتبط بالتظاهرات الرياضية الكبرى، في وقت باتت فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي تستعمل بشكل متزايد لتوجيه الرأي العام عبر محتويات مفبركة يصعب تمييزها دون أدوات تحقق متخصصة.





