
في مداخلة قوية خلال أشغال المنتدى الدولي حول الرياضة، المنعقد اليوم الخميس 18 دجنبر بمجلس النواب دق الصحافي عبد الهادي الناجي ناقوس الخطر بخصوص الوضع الذي يعيشه الإعلام الرياضي الوطني، معتبرا أنه يمر من أسوأ مراحله ويواجه اختلالات عميقة تهدد مصداقيته ودوره الحقيقي.
وأكد المتدخل أن الحديث عن كون الإعلام الرياضي يسير في الاتجاه الصحيح يبقى حسب تعبيره أمرا غير دقيق، مشددا على أن هذا القطاع بات يتغذى على الأزمات في ظل غياب رؤية واضحة، وهو ما ينعكس سلبا على صورة الإعلام الوطني ككل.
وأبرز عبد الهادي الناجي أن الإعلام الرياضي يعيش حالة من الخلط بين العمل الصحافي المهني وما يقدم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن المؤثر أصبح يحظى بمكانة أكبر من الصحافي الرياضي، رغم غياب التكوين والخبرة لدى فئة واسعة منهم وهو ما ساهم في نشر التفاهة والإساءة للقيم المجتمعية وفق تعبيره.
وانتقد المتحدث ما وصفه بالمفارقة الصارخة، المتمثلة في إقصاء صحافيين راكموا عقودا من التجربة في الإعلام الرياضي، مقابل منح امتيازات وتسهيلات لأشخاص لا يتوفرون على الحد الأدنى من المهنية مؤكدا أن هذه الممارسات تعمق الأزمة بدل معالجتها.
وشدد الناجي على أن إصلاح كرة القدم الوطنية، رغم ما تحقق من إنجازات، يظل رهينا بوجود أذرع إعلامية قوية ومهنية معتبرا أن غياب إعلام رياضي مسؤول يجعل من الصعب تحقيق تراكم إيجابي أو خطوات ثابتة إلى الأمام، خاصة في ظل التحولات التي يعرفها مجال التواصل الجماهيري.
وفي هذا السياق، أوضح الصحافي أنه لا يعارض التطور الرقمي لكنه يعتز بالانتماء إلى الصحافة الكلاسيكية، معتبرا أنها تظل الضامن الأساسي للمهنية والمصداقية، في مقابل فوضى التحليل الرياضي وانتشار الأخبار غير الموثوقة التي تسبق أحيانا المؤسسات الرسمية دون وضوح في مصادرها.
وختم عبد الهادي الناجي مداخلته بالتأكيد على أن الإعلام الرياضي الوطني يوجد اليوم في وضعية مقلقة و يعاني من مرض مزمن داعيا من داخل المؤسسة التشريعية إلى التعامل الجدي مع هذا الملف، ووضع حد للاختلالات التي باتت تهدد مستقبل الإعلام الرياضي ودوره في مواكبة التنمية الرياضية الوطنية.





