كيف تنشئ كلمة «أحسنت» أطفالا أقل ثقة وأكثر هشاشة

عندما يحصل طفلك على درجة جيدة في الاختبار، تقول له: «أحسنت!» (good job)، لكن هذه الكلمة يمكن أن تأتي بنتائج عكسية عليك، وفقاً لما نقلت شبكة «سي إن بي سي» عن عالمة النفس للأطفال بيكي كينيدي.
قالت كينيدي، الحاصلة على درجة الدكتوراه في علم النفس السريري من جامعة كولومبيا، في حلقة بودكاست من برنامج «The Tim Ferriss Show» التي بُثت الشهر الماضي: «إذا لم تضف شكلاً أكثر تحديداً من الثناء في النهاية، فإن (أحسنت) يمكن أن تكون نهاية للمحادثة».
وأوصت بطرح أسئلة متابعة لتظهر لطفلك أن مديحك صادق، وتسليط الضوء على السلوك الإيجابي الذي تريد منه البناء عليه.
وتوجهت للآباء والأمهات، مفسرة أن الفكرة هي المساعدة في بناء ثقة الأبناء ومنعهم من الاعتماد على التحقق الخارجي، ومساعدتهم على أن يصبحوا أكثر نجاحاً في وقت لاحق من الحياة.
وأضافت: «في تلك اللحظات، نريد، بوصفنا آباء، مضاعفة بناء ثقة أطفالنا. هذا هو الهدف الذي نسعى لتحقيقه عادةً».
وللتوضيح، قالت كينيدي إن عبارة «أحسنت» ليست ضارة في حد ذاتها. ولكن إذا أحضر طفلك في سن المدرسة ورقة بحثية إلى المنزل يفخر بها، فإن طرح أسئلة محددة، وإظهار اهتمام حقيقي من المرجح أن يبني ثقته، سواء قلت له «أحسنت» أو لا.
واعترفت كينيدي، وهي أم لثلاثة أطفال، بأن النصيحة «تبدو مزعجة في البداية … [لكن] أي شيء يساعد طفلك على مشاركة المزيد عن نفسه ينتهي به الأمر في الواقع إلى الشعور بتحسن لطفلك».
كيف يساعد الثناء المحدد الأطفالَ على أن يصبحوا أكثر ثقة ونجاحاً؟
قالت عالمة النفس التنموية والمؤلفة أليزا بريسمان لـ«سي إن بي سي» إن الثناء المحدد يساعد الأطفال على تطوير الكفاءة الداخلية، مما يعني أنهم سيؤمنون بقدراتهم الخاصة، ويكونون أكثر عرضة لتحدي أنفسهم في السعي لتحقيق أهدافهم.
ومثل كينيدي، وافقت بريسمان على أن الآباء ليسوا بحاجة إلى إزالة عبارة «أحسنت» من مفرداتهم تماماً، ولكن يجب أن يتبعها دائماً ثناء محدد.
وأضافت: «عندما نقول (أحسنت!) يجب أن تكون صادقة ومحددة. أخبر الأطفال عندما تدرك جهدهم الحقيقي ومثابرتهم وإبداعهم واستقلالهم وكفاءتهم».
أما بالنسبة للتحقق من الذات – تعلم كيفية التحقق من الذات من دون انتظار الثناء العام من شخص آخر – فتعتبره كينيدي إحدى أهم المهارات الأساسية التي يحتاج الأطفال إلى تعلمها لتحقيق النجاح في نهاية المطاف عندما يكونون بالغين، كما قالت.
قالت كينيدي إن الأطفال الذين يكبرون وهم يعتمدون على العالم الخارجي للتحقق من الذات يمكن أن يكونوا «فارغين جداً، وفي منتهى الهشاشة، وقلقين جداً».