
في بادرة إنسانية لافتة تعكس عمق قيم التضامن وحسن الاستقبال بمدينة مراكش، وجهت كاتبة إيطالية رسالة مؤثرة إلى مرشد سياحي من أبناء المدينة، تعبر فيها عن امتنانها الكبير لما لقيته من دعم واحتضان بعد تعرضها لاعتداء بالسرقة خلال زيارتها الحمراء.
الرسالة، التي بعثت بها الكاتبة الإيطالية نيكوليتا بورتولوتي، جاءت محملة بعبارات الشكر والإشادة، حيث خاطبت المرشد السياحي العالمي مصطفى، ابن مدينة مراكش، مثمنة ما قام به من مجهودات إنسانية وتلقائية في مؤازرتها ومرافقتها في ظرف صعب، مؤكدة أن ما لمسته من كرم وتعاطف فاق كل توقعاتها.
وأعربت الكاتبة الإيطالية، في رسالتها، عن إعجابها العميق بالقيم الإنسانية التي تحلى بها المرشد مصطفى، معتبرة إياه نموذجا حقيقيا للمغاربة المعروفين بحسن الضيافة وطيب المعشر. كما أشارت إلى أنها ستعود رفقة أسرتها إلى المغرب في وقت لاحق، مؤكدة أنها ستعتمد عليه مستقبلا في زيارتها، لما لمسته من احترافية وإنسانية صادقة.
وجاء في مضمون الرسالة أن الكاتبة كانت تعلم مسبقا أن المغاربة شعب مضياف وذو حس إنساني عال، غير أنها لم تكن تتوقع أن تصادف هذا القدر من السخاء والتعاطف، معتبرة أن ما حدث لها، رغم قسوته، كشف لها وجها مشرقا من وجوه مراكش وساكنتها.
وتعكس هذه الشهادة، التي صدرت عن شخصية ثقافية أجنبية، صورة إيجابية عن المرشدين السياحيين المغاربة، ودورهم المحوري ليس فقط في التعريف بالمؤهلات التاريخية والثقافية للبلاد، بل أيضا في تمثيل القيم الأخلاقية والإنسانية التي تميز المجتمع المغربي.
وتأتي هذه الواقعة لتؤكد أن مراكش، رغم ما قد تعرفه أحيانا من حوادث معزولة، تظل مدينة للإنسان قبل كل شيء، وأن أبناءها يظلون خير سفراء لها، بأخلاقهم وسلوكهم، في أعين زوارها من مختلف أنحاء العالم.







