
في تعقيب قوي خلال جلسة اليوم بمجلس المستشارين، انتقد المستشار البرلماني عبد الرحمان الوفا جواب وزيرة السياحة حول سؤاله المتعلق بتسوية وضعية المرشدين السياحيين غير النظاميين، معتبرا ان الجواب لم يلامس جوهر الاشكال الحقيقي الذي تعاني منه هذه الفئة، خصوصا بمدينة مراكش.
وأوضح الوفا ان المرشدين السياحيين غير النظاميين ليسوا فئة طارئة على القطاع، بل يشكلون جزءا اصيلا من المنظومة السياحية الوطنية، حيث كرسوا سنوات طويلة من حياتهم لخدمة السياحة المغربية، ويتوفرون على كفاءات مهنية عالية، ويتقنون عدة لغات، ولديهم معرفة دقيقة بتاريخ البلاد ومعالمها الحضارية والثقافية، وساهموا في تمثيل المغرب احسن تمثيل امام ملايين السياح، رغم استمرار اشتغالهم خارج اي اطار قانوني وبدون حماية اجتماعية او مهنية.
واكد المستشار البرلماني ان الحديث اليوم يتعلق بكفاءات جاهزة لا تحتاج الى تكوين اضافي، وان ادماجها في المهنة لا يشكل اي عبء على الدولة او على القطاع، بل يعد استثمارا حقيقيا من شأنه الرفع من جودة الخدمات السياحية وتحسين صورة الوجهة المغربية، خاصة في ظل الاستحقاقات الكبرى التي تنتظر المغرب وتنظيمه لتظاهرات دولية بارزة.
وسجل الوفا ان المقاربات المعتمدة حاليا في تدبير ملف الارشاد السياحي ما تزال تتسم بالاقصاء ولا تراعي الواقع الحقيقي للمهنة، مما خلق شعورا بالحيف والتمييز وسط فئة مجتهدة لا تطالب سوى بالانصاف وتسوية وضعيتها بشكل عادل وشفاف.
ودعا في هذا السياق الى اعادة قراءة شاملة لمنظومة الترخيص الخاصة بمهنة الارشاد السياحي، واعتماد مساطر مرنة وواضحة وشفافة، تاخذ بعين الاعتبار سنوات الممارسة والخبرة الميدانية، وتكرس مبدأ تكافؤ الفرص، مع الحفاظ على تنظيم القطاع وجودة الخدمات.
وشدد الوفا على ان تسوية وضعية المرشدين السياحيين غير النظاميين يجب ان تندرج ضمن رؤية اصلاحية شاملة، توازن بين التنظيم القانوني والبعد الاجتماعي والانساني، وتجعل من الادماج مدخلا حقيقيا لاصلاح القطاع بدل الاقصاء والتهميش.
وفي اشارة اخرى، نبه المستشار البرلماني الى اهمية التفكير في فتح اسواق سياحية جديدة تستقطب سياحا ذوي قدرة شرائية مرتفعة، لما لذلك من اثر مباشر على تحريك العجلة الاقتصادية والتجارية، موضحا ان الاستفادة تبدأ من تشغيل المرشدين السياحيين، مرورا بالمطاعم، وصولا الى اقتناء منتوجات الصناعة التقليدية، بما ينعكس ايجابا على النسيج الاقتصادي المحلي ككل.
وختم عبد الرحمان الوفا تعقيبه بالدعوة الى توفر ارادة سياسية اصلاحية حقيقية، وفتح هذا الورش في اطار تشاركي مع المهنيين، لاعادة الاعتبار لهذه الفئات وتمكينها من القيام بدورها كفاعل اساسي في النهوض بالسياحة الوطنية وانجاح الرهانات الكبرى التي تقبل عليها المملكة.






