
ياسين مهما
في مشهد يندى له الجبين، وتحت برد قارس لا يرحم، تواصل أم رفقة طفلتيها وابنها الصغير المبيت في العراء بجوار تذكار واحة الحسن الثاني على مستوى شارع الكولف الملكي بمراكش، وهو ممر ليس هامشيا أو معزولا بل رسمي تمر منه يوميا وفود دبلوماسية وأمراء وشخصيات رفيعة، ما يجعل من هذا المشهد الصادم فضيحة أخلاقية بكل المقاييس لا تليق بمدينة تقدم على أنها وجهة سياحية عالمية.

الأم، التي لا تملك مأوى، لا تكتفي فقط بترك أطفالها عرضة للتشرد، بل تمعن في تعنيفهم بشكل متكرر، وهو ما عاينته جريدة “مراكش الإخبارية” صباح اليوم؛ أطفال صغار، لا حول لهم ولا قوة، يواجهون خطر الانتهاك الجسدي والنفسي في كل لحظة، دون أن يلتفت إليهم أحد، أو أن يرف جفن لأي مسؤول، وكأنهم غير مرئيين في مدينة تتغنى بالتنمية والازدهار. فأين رئيس الدائرة الحضرية لسيدي يوسف بن علي؟ أين رئيس الملحقة الإدارية للحي الجديد؟ وأين رئيس الدائرة الأمنية التاسعة؟ هل يمرون من هذا الشارع دون أن يلاحظوا هذه العائلة المنكوبة؟ هل هؤلاء المسؤولون على علم بوجود أم وأطفال يعيشون في العراء بجوار تذكار واحة الحسن الثاني؟ وإن كانوا على علم فبأي منطق لم يتحرك أحد ولماذا عجزوا عن التدخل؟.

إن ترك أم وأطفالها يواجهون مصيرا مجهولا على مرأى الجميع، وفي منطقة يفترض أنها تظهر وجه مراكش أمام العالم، هو وصمة عار في جبين كل من يملك سلطة القرار ولم يحرك ساكنا.

![]()






