
تحولت زيارة سياحية قصيرة قامت بها الكاتبة الإيطالية نيكوليتا بورتولوتي إلى مدينة مراكش، بين 26 و29 نونبر الماضي إلى تجربة صادمة بعد تعرضها لاعتداء خطير داخل أحد الأزقة المتفرعة عن ساحة جامع الفناء بالمدينة العتيقة.
وأكدت الكاتبة في تدوينة مطولة عبر حسابها الرسمي، أنها كانت تستعد صباح الجمعة 28 نونبر لمغادرة “الرياض” رفقة زوجها في اتجاه الصويرة، قبل أن تتفاجأ باقتراب دراجة نارية بسرعة كبيرة داخل ممر ضيق وعلى متنها شخصان ملثمان نفذا عملية سرقة مباغتة استهدفت حقيبتها اليدوية ،مما أدى إلى سقوطها بقوة على الرصيف وفقدانها الوعي مباشرة.
وأضافت الكاتبة أن زوجها وعددا من التجار وسكان الحي، إضافة إلى أحد المشردين الذين صادف وجودهم بالمكان سارعوا إلى مساعدتها ونقلها أولا إلى الرياض قبل تحويلها إلى المستشفى بواسطة سيارة أجرة ، حيث كشفت الفحوصات الطبية عن إصابة غائرة في الرأس امتدت لثلاثة سنتيمترات، مع ارتجاج دماغي وفقدان مؤقت للوعي.
وأشادت بورتولوتي بالاستقبال الذي حظيت به داخل المستشفى وبالتعامل المهني للطواقم الطبية، مشيرة أيضا إلى حضور عناصر الشرطة في وقت وجيز لتسجيل المعطيات وفتح محضر رسمي في الموضوع.
غير أن الحقيبة التي تمت سرقتها كانت تضم هاتفها ووثائقها الشخصية، وعلى رأسها جواز السفر وهو ما تسبب لها في تعقيدات إضافية عند محاولتها العودة إلى بلادها ، فبعد وصولها إلى مطار مراكش في اليوم الموالي تم إبلاغها بأن المحضر الأمني غير كاف لإتمام إجراءات السفر وأن الأمر يستلزم وثيقة رسمية من القنصلية الإيطالية التي كانت مغلقة خلال عطلة نهاية الأسبوع هذا الوضع اضطرها إلى تمديد إقامتها والتنقل إلى الدار البيضاء لاستكمال الإجراءات.
ورغم الألم والتوتر الذي تلا الاعتداء، خصصت الكاتبة جزءا مهما من رسالتها للحديث عن موجة التعاطف الواسعة التي أحاطت بها مؤكدة أن عشرات المواطنين بادروا للاعتذار لها من عاملين في القطاع السياحي وتجار وسائقي سيارات الأجرة ومواطنين عاديين معتبرين أن ما وقع لا يمثل المدينة ولا سكانها.
وأضافت أن مجموعة من السائقين عرضوا استقبالها في منازلهم تضامنا معها مشيرة إلى أنها اكتشفت وجها آخر للمغرب خلال تفاعلها مع سكان مراكش ووصفت المجتمع المغربي بالمتسامح والمتوازن واللطيف.
وأوضحت أن الفيديو الذي وثق لحظة الاعتداء انتشر بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، ما جعل عددا من سكان المدينة يقتربون منها لاحقا لالتقاط صور معها كتعبير عن التضامن.
وبعد إنهاء إجراءاتها القنصلية بمدينة الدار البيضاء، تمكنت بورتولوتي من العودة إلى إيطاليا رفقة زوجها وعائلتها، مؤكدة في ختام رسالتها أن السلطات المغربية أوقفت المشتبه بهما مرجحة أن يواجها تهما ثقيلة مرتبطة بالاعتداء و معبرة في الوقت نفسه عن أملها في أن تكون العقوبة عادلة وغير قاسية على شابين قد لا يكونان مدركين لخطورة ما أقدما عليه.





