
شارك نزار بركة، وزير التجهيز والماء، في اليوم الثاني من أشغال المؤتمر العالمي للماء المنعقد تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، في جلسة نقاش دولية مخصصة لموضوع “بناء جسر بين العلم والسياسات: إسهامات مؤتمرات المياه العالمية التابعة لـ IWRA في بلورة الرؤى المائية الوطنية والدولية”. وجاءت مشاركة بركة إلى جانب لي غويينغ، وزير الموارد المائية بالصين، وأبو بكر غيزلي غيدر، نائب وزير الزراعة والغابات بتركيا.
واستهل الوزير مداخلته بالتوقف عند الرمزية التي تحملها مدينة مراكش، مؤكدا أنها لم تكن مجرد فضاء للاستقبال، بل شكلت عبر التاريخ مختبرا حقيقيا لتدبير الماء من خلال الخطارات والسواقي التي أتاحت توزيع الموارد المائية بعدالة في ظروف طبيعية صعبة.
وأكد بركة أن السياسة المائية بالمغرب هي مشروع وطني راسخ وضع لبناته الملك الراحل الحسن الثاني، وهو ما مكن البلاد من تجاوز عدة تحديات مرتبطة بندرة المياه ومحدودية الموارد، ومواكبة حاجيات السكان والتنمية. وأضاف أن المغرب، بفضل الرؤية الاستباقية للملك محمد السادس، انتقل من مقاربة تدبير الندرة إلى بناء القدرة على الصمود عبر تحديث وتثمين البنية التقليدية من خلال مواصلة بناء السدود والانفتاح على الابتكار، خاصة عبر تحلية مياه البحر، والتدبير المندمج للموارد المائية، وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة، إلى جانب تطوير التتبع الهيدرولوجي وإدماج التغيرات المناخية ضمن التخطيط القطاعي.
وأشار الوزير إلى أن المملكة واصلت تعزيز شراكاتها على المستوى القاري والدولي، مبرزا أن هذا اللقاء يتجاوز الطابع التقني، ويحمل رسالة واضحة مفادها أن المغرب يضع خبرته وتجربته رهن إشارة المجتمع الدولي. وشدد على أن مستقبل الموارد المائية لن يتشكل إلا من خلال التعاون وتبني قرارات جريئة واستباقية، لأن التحديات المشتركة تفرض حلولا مشتركة.







