
اطلع المجلس الاقليمي للسياحة بورزازات على مقطع فيديو ترويجي لمشروع المراحيض الذكية بمراكش، والذي تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي مستعملا صورة قصر ايت بنحدو في سياق التحضيرات لكاس افريقيا للامم المغرب 2025. ورغم تقديم الامر في اطار رؤية تسويقية تدعي ابراز المعالم السياحية الوطنية بشكل شامل، الا ان هذا التوظيف يطرح تساؤلات حول حدود التسويق المشترك وغياب الدقة في نسب الرموز التراثية الى مجالها الترابي.
هذا الادراج يوحي بان التراث يمكن التعامل معه كخلفية بصرية قابلة للاستعمال دون مراعاة ارتباطه المكاني والهوياتي، الامر الذي يكشف عن مقاربة ترويجية تختزل الخصوصيات الجهوية تحت شعار وحدة العرض السياحي، في حين يتم تجاهل الجهود المحلية التي تبذل في حماية هذه المواقع وتثمينها.
ويذكر المجلس بان قصر ايت بنحدو ليس عنصرا ديكوريا عابرا، بل معلمة تاريخية مصنفة تراثا عالميا تنتمي الى اقليم ورزازات وبالضبط جماعة ايت زينب، مما يجعل توطينه بدقة شرطا اساسيا في اي مادة ترويجية تحترم قيمتها الثقافية ولا تسطو رمزيا على الهوية التراثية للاقاليم.
كما يشير المجلس الى ان الحديث عن التكامل بين الجهات لا يجب ان يتحول الى غطاء لتذويب المعالم في خطاب موحد يفقدها ارتباطها الاصلي، خصوصا في ظل الاستعدادات لاحتضان الكان 2025 حيث تتسارع محاولات الاستفادة من الاشعاع دون احترام سياقات الانتماء.
ويخلص المجلس الاقليمي للسياحة بورزازات الى انه منفتح على التعاون في اطار ترويج وطني مسؤول، لكنه في الوقت نفسه يلفت الى ضرورة بناء خطاب سياحي اكثر اتزانا يحترم العدالة الترابية، ويثمن المواقع دون تحويلها الى موارد رمزية تستغل دون اشارة واضحة الى موطنها الحقيقي.







