محمد آيت لعميم.. « كاتب لا يستيقظ من الكتب » يستنطق أسرار مراكش الشاعرة من خلال برنامج دردشة

997 مشاهدة

محمد آيت لعميم.. « كاتب لا يستيقظ من الكتب » يستنطق أسرار مراكش الشاعرة من خلال برنامج دردشة

 

قال الكاتب والناقد محمد آيت لعميم عن مؤلفه الأخير « أسرار الأسوار.. من ذاكرة مراكش الشعرية » أنه رغبة في تخليد الذاكرة الشعرية لمدينة مراكش، ومحاولة لاتباع سنن الأسلاف أمثال المختار السوسي وغيرهم من الأعلام الذين أرخوا لظواهر ثقافية وفكرية في مدنهم، ليكون بذلك عبارة عن أنطولوجيا تغطي جزء من ذاكرة الشعر بالمغرب، مع حضور طاغ لشعراء ارتبطوا بمراكش ولادة أو نشأة أو عبورا أو استقرارا منذ نشأة الدولة المرابطية.

وأضاف محمد آيت لعميم أثناء استضافته من قبل الإعلامي حسن البوهي في البرنامج الثقافي « دردشة » على موقع « موجز24″، أضاف بأنه أراد لهذه الأنطولوجيا أن تأخذ عنوانا يليق بمدينة مراكش، يجعل القارئ يتشوف إلى أسرار الشعر والحكمة والروح في المدينة، واصفا إياها بالمدينة الشاعرة التي شكلت حقلا خصبا لازدهار الشعر عبر الحقب ولا زال يترعرع إلى اليوم، نظرا لحضور الطابع الروحي فيها إلى جانب الطبيعة الجغرافية الغنية وما عرفته من جو تثاقفي تعددي بين شعراء المغرب والمشرق والأندلس.

ولفت المتحدث إلى أن اختيار النصوص المتضمنة في الكتاب كان الدافع وراءه تغيير بعض الأحكام التي تنتقص من الشعر المغربي بوصفه شعر فقهاء، من خلال اختيار نصوص قصائد عالية النفس الشعري لكل من القاضي عياض والإمام السهيلي.. إلى جانب رد الاعتبار لبعض شعراء المدينة وتجاوز الصورة المسبقة والنمطية عنهم واختيار نصوص غير مألوفة لهم كشاعر الحمراء محمد بنراهيم.

وتناول الشق الثاني من اللقاء الإصدار الأخير للكاتب نفسه والمعنون بـ « كاتب لا يستيقظ من الكتب » عن دار النشر « أكورا » وهو عبارة عن مختارات لحوارات مع كبار المفكرين والفلاسفة والروائيين العالميين، ترجمها الكاتب خلال عقدين من الزمن.

وأوضح الدكتور محمد آيت لعميم أن اختيار الحوارات كان بناء على تأثر شخصي بأصحابها، وهي عبارة عن انعكاس لمسارات الكتاب، مع وجود خيط ناظم بينها وكأنها تحاور بعضها رغم التباعد في الزمن والجغرافيا واللغات.

واعتبر الكاتب أن أهمية الحوار تكمن في كونه لحظة لحياة الأفكار، يمكنه أن يظل مفتوحا وتظل فيه الحياة، والحوار الناجح حسب قوله هو الذي يستطيع فيه الكاتب أن يستلهم أفكاره وما كتب، ويستطيع أن يستعيدها بطريقة أكثر إيضاحا من أشياء كتبت وهي تتعرض للتأويل، وأضاف « الحوار قد ينقذ سوء القراءة، وقد ينقذ الكاتب من سوء الفهم، أحيانا تجد جملا في حوارات تختصر مسافة الكتابة ..هناك لحظات في الحوارات كاشفة ومضيئة للأشياء التي ربما قد لا يصل إليها القارئ بمستوياته لكشفها، ويأتي الحوار ليمرر لنا بعض الشذرات التي يمكن منها أن نبني طورا آخر للتأويل وللقراءة وللسفر داخل الكتاب ».

وفي رؤيته لحاجة المجتمع للكاتب في ظل سطوة مواقع التواصل الاجتماعي وتنامي الذكاء الاصطناعي قال الكاتب بأن المجتمع عبر التاريخ كان دائما في حاجة إلى الكاتب، وأن « مواقع التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي ليست خارج إرادة الانسان، بل هي من صنع إنسان هذا العالم ونحن نهول أحيانا هذه الأمور..وظائف الكاتب متعددة .. كل مرحلة لها مميزاتها، فقد كانت أحيانا تعبيرا عن حياة الانسان، ثم تحولت إلى التزام وتعبير حقيقي عن قضايا الانسان ..في فترة تتحدث عن قضايا تتعلق بما هو ميتافيزيقي، العيش الموت، الوجود..ثم في مرحلة أخرى أصبحت تتعلق بقضايا ضد الاستعمار، ضد الاحتلال، ضد الحروب.. ».

وأضاف « الكتابة دائما موجودة كأنها حارس للغة، فاللغة بدون كتابة تموت، وعليه فالكاتب يحرص على أن تظل اللغة تنبض بالحياة ويعطيها شيئا من الحياة. ثم إننا في حاجة للخيال، لا يمكن أن يعيش الإنسان بدون خيال، وحتى المجتمع التكنولوجي هو في حاجة إلى الخيال أكثر مما سبق ..الكاتب إذن ضرورة وجودية للإنسان وليس مسألة تهددها التقنية.. بالعكس التقنية أسهمت في عودة الإنسان إلى زمن اكتشاف الطباعة »، ليختم قائلا  » الكتاب مثل الملعقة والمطرقة يصنع مرة واحدة، لكن لا يمكن أن نتجاوزها ..ذهبت التقنية وبقي الكتاب »، كما تناول اللقاء ذاته قضايا أخرى ثقافية وفكرية ترتبط بفعل الكتابة الإبداعية المعاصرة و ذاكرة مراكش الشعرية.

Laisser un commentaire

اخر الأخبار :