
في مدينة العيون، التي عاشت اجواء خاصة احتفاء بالذكرى السبعين لعيد الاستقلال، برز اسم سيدي اصلوح الجماني بشكل لافت خلال اجتماع المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية. ولم يكن حضوره حدثا عاديا او بروتوكوليا، بل اشارة سياسية تعكس تحولا عميقا في تموقع القيادات المحلية داخل الفضاء الوطني، خصوصا في الاقاليم الجنوبية التي باتت تعرف دينامية جديدة عنوانها الفعل الهادئ والالتزام المسؤول.

سيدي اصلوح الجماني، الذي فرض نفسه خلال السنوات الماضية كلاعب ميداني قريب من المواطنين، نجح في ترسيخ اسلوب مختلف يقوم على الانصات والاشتغال بصمت، بعيدا عن الضجيج الذي يرافق العمل السياسي عادة. ويجمع المتابعون على انه يمثل نموذجا لسياسي يفضل النتائج على الشعارات، ويميل الى الاشتغال الميداني بدل الظهور الاعلامي، وهي صفات نادرة في لحظة سياسية تتطلب الكثير من الحكمة والقدرة على استيعاب تحولات المجتمع.

وقد شكلت مشاركته في اجتماع المكتب السياسي للحركة الشعبية محطة لافتة، خاصة انها جاءت في ظرفية رمزية يستحضر فيها المغاربة معنى الاستقلال وتضحيات الاجيال. حضور الجماني في هذا الموعد الحزبي حمل رسائل متعددة، من بينها ان الحزب يعيد الاعتبار لكفاءات قادرة على تمثيل صوت المواطن والدفاع عن مصالحه داخل المؤسسات. كما ابرز موقع العيون كواجهة وطنية تعكس عمق مغربية الصحراء وتطورها التنموي والسياسي.



وما يميز الجماني انه ابن هذه الربوع، يعرف تفاصيلها وتحدياتها، ويستمد قوته من ارتباطه الوثيق بمجتمعه المحلي. وهو ما يجعله، في نظر كثيرين، من الاسماء القادرة على لعب دور محوري في المرحلة المقبلة، خصوصا مع توجه الدولة نحو تعزيز حضور القيادات الجهوية المؤهلة لتجسيد النموذج التنموي الجديد.

وفي لحظة وطنية تستعيد فيها البلاد مسار التحرر وبناء الدولة، يبرز سيدي اصلوح الجماني باعتباره نموذجا لسياسي يؤمن بان خدمة الوطن تبدأ من خدمة المواطن، وان العمل الجاد والصادق هو الطريق نحو تعزيز الثقة في المؤسسات. حضور هادئ لكنه مليء بالرسائل، يؤكد ان الفعل السياسي يمكن ان يستعيد مكانته حين يقترن بالنزاهة والمسؤولية والانتماء الحقيقي.
![]()







