انتقل إلى المحتوى
مراكش الاخبارية

مراكش الاخبارية

تفاعل بين القارئ و الكاتب و المشاهد

  • الرئيسية
  • سياسة
  • زاوية برلمانية
  • مجتمع
  • اقتصاد
  • ثقافة وفن
  • رياضةرياضة
  • دولي
  • سياحة
  • كان 2025
  • مقالات الراي

القرار الأممي بشأن الصحراء المغربية: انتصار للدبلوماسية الهادئة والرزينة

د.حنان اتركين 2025-11-02 23:31

يشكّل القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن الصحراء المغربية محطة تاريخية جديدة في مسار هذا الملف المعقّد، إذ أقرّ المجلس بشكل واضح بجدّية ومصداقية المقترح المغربي للحكم الذاتي، واعتبره الإطار الواقعي الوحيد القادر على تحقيق تسوية نهائية للنزاع.

هذا التحوّل في الموقف الأممي لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة سنوات من العمل الدبلوماسي الهادئ، والرؤية المتبصّرة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، القائمة على الواقعية والانفتاح والتعاون الدولي.

 

لقد استطاع المغرب، خلال العقدين الأخيرين، أن ينقل قضية الصحراء من دائرة الصراع الإيديولوجي الضيق إلى فضاء الحلول العملية والتنمية المشتركة. لم يعد الحديث اليوم عن “نزاع حدودي”، بل عن نموذج تنموي متكامل يشمل مشاريع ضخمة في البنية التحتية، والموانئ، والطاقة، والتعليم، والصحة، جعلت من مدينتي العيون والداخلة قطبين واعدين في إفريقيا الغربية.

هذه التحولات الميدانية أعادت رسم صورة الصحراء المغربية في الأذهان، من منطقة نزاع إلى منطقة أمل واستقرار.

 

القرار الأممي الأخير يأتي تتويجاً لهذا المسار، إذ عبّر بوضوح عن تقدير المجتمع الدولي للجهود التي يبذلها المغرب من أجل إيجاد حلّ واقعي ومستدام، بعيداً عن منطق الانفصال والمزايدات الإيديولوجية.

فحين يشير مجلس الأمن إلى أن مبادرة الحكم الذاتي هي “الحل الأكثر جدية وواقعية”، فإنّ ذلك يعني ضمنياً أن أطروحات الانفصال لم تعد تجد صدىً يُذكر في أروقة الأمم المتحدة، وأن الزمن الدبلوماسي يميل لصالح المقاربة المغربية القائمة على السيادة مع الانفتاح على المشاركة المحلية.

 

من جهة أخرى، يعكس القرار حجم التغيير في موازين القوى داخل الساحة الدولية. فقد تمكنت الدبلوماسية المغربية من بناء شبكة دعم واسعة تمتد من العواصم الإفريقية والعربية إلى واشنطن وباريس ومدريد، وهي الدول التي عبّرت مراراً عن دعمها الصريح للمقترح المغربي باعتباره الحل الواقعي الوحيد.

كما أن هذا الدعم الأممي الجديد يُعزّز من موقع المغرب كشريك استراتيجي موثوق في قضايا الأمن الإقليمي، والتنمية، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.

 

لكن هذا الانتصار الدبلوماسي لا يُلغي حجم التحديات المقبلة. فخصوم الوحدة الترابية للمملكة ما زالوا يحاولون عرقلة مسار التسوية من خلال المناورات السياسية والإعلامية. غير أن السياق الدولي اليوم، الذي يفضّل الحلول الواقعية والاستقرار الإقليمي على حساب النزاعات المفتوحة، يمنح المغرب أفضلية واضحة في الميدان السياسي والاقتصادي.

ويبقى الرهان الحقيقي هو تحويل المكاسب الدبلوماسية إلى مكتسبات ميدانية، عبر ترسيخ تجربة الحكم الذاتي كآلية حقيقية للمشاركة المحلية، وضمان انخراط أبناء الصحراء في تدبير شؤونهم بأنفسهم ضمن إطار السيادة المغربية.

 

إن القرار الأممي ليس مجرد تصويت عابر، بل اعتراف أممي بجهود دولة أظهرت التزامها بالحلول السلمية والعملية. وهو أيضاً رسالة إلى من يهمّه الأمر بأن المجتمع الدولي لم يعد مستعداً لتكرار نزاعات عقيمة أو دعم كيانات وهمية لا أفق لها.

إن المغرب، اليوم، وقد كسب المعركة الدبلوماسية، مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى مواصلة العمل بنفس الروح المسؤولة: ترسيخ الأمن، تعزيز التنمية، والانفتاح على الشراكات الاقتصادية التي تجعل من أقاليمه الجنوبية نموذجاً حقيقياً في الاندماج الإفريقي.

 

ختاماً، يمكن القول أن القرار الأممي الأخير لم يثبّت فقط مغربية الصحراء من الناحية السياسية، بل رسّخ مكانة المغرب كقوة إقليمية صاعدة تعرف ماذا تريد وكيف تصل إليه.

لقد قال العالم كلمته: الصحراء مغربية، والحكم الذاتي هو الطريق الواقعي نحو السلام والتنمية. ويبقى المستقبل، كما أراده المغرب، مفتوحاً على الأمل، والثقة، والعمل.

 

*عضو لجنة الخارجية بمجلس النواب.

Loading

د.حنان اتركين
د.حنان اتركين
Tags: الصحراء المغربية القرار الاممي

Post navigation

سابق حمد بن جاسم يثمن دعوة الملك للحوار ويصف القرار الأممي بالتطور التاريخي
التالي أجواء مستقرة وارتفاع في درجات الحرارة مع بداية الأسبوع

قصص ذات صلة

مدارس تُدار بالعقل قبل الجدران… مجموعة مدارس اقرأ الخاصة بابن أحمد حين تصير الحكامة التربوية فعلاً مؤسسياً لا شعاراً عابراً
  • مقالات الراي

مدارس تُدار بالعقل قبل الجدران… مجموعة مدارس اقرأ الخاصة بابن أحمد حين تصير الحكامة التربوية فعلاً مؤسسياً لا شعاراً عابراً

2025-12-26 21:42
الدكتور محمد زين الدين: هندسة الوعي الدستوري وصياغة المعرفة القانونية بين قاعة الدرس وفضاء التأليف.
  • مقالات الراي

الدكتور محمد زين الدين: هندسة الوعي الدستوري وصياغة المعرفة القانونية بين قاعة الدرس وفضاء التأليف.

2025-12-24 23:11
عبد الرزاق حمد الله… حين يصبح الهداف ذاكرة وطن، ويتحوّل التتويج العربي إلى بيان كروي مغربي
  • مقالات الراي

عبد الرزاق حمد الله… حين يصبح الهداف ذاكرة وطن، ويتحوّل التتويج العربي إلى بيان كروي مغربي

2025-12-19 17:22
الرابط إلى موقع التجنيد

Recent Posts

  • الطلب على تذاكر كأس العالم 2026 يحطم جميع الأرقام القياسية
  • الركراكي يشيد بأداء الأسود بعد الفوز على زامبيا والتأهل في الصدارة
  • اختيار أيوب الكعبي أحسن لاعب في لقاء المغرب وزامبيا
  • المنتخب المغربي يكتسح زامبيا بثلاثية ويتأهل متصدرا للمجموعة الأولى
  • ميداوي: التوقيت الميسر بالجامعات المغربية لا يمس مجانية التعليم ويهدف إلى تسهيل الدراسة للأجراء والموظفين

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.
زيارة قناة اليوتيوب

ربما فاتتك اخبار محلية

الطلب على تذاكر كأس العالم 2026 يحطم جميع الأرقام القياسية
  • رياضة

الطلب على تذاكر كأس العالم 2026 يحطم جميع الأرقام القياسية

2025-12-30 00:00
الركراكي يشيد بأداء الأسود بعد الفوز على زامبيا والتأهل في الصدارة
  • رياضة
  • كان 2025

الركراكي يشيد بأداء الأسود بعد الفوز على زامبيا والتأهل في الصدارة

2025-12-29 23:29
اختيار أيوب الكعبي أحسن لاعب في لقاء المغرب وزامبيا
  • رياضة
  • كان 2025

اختيار أيوب الكعبي أحسن لاعب في لقاء المغرب وزامبيا

2025-12-29 22:54
المنتخب المغربي يكتسح زامبيا بثلاثية ويتأهل متصدرا للمجموعة الأولى
  • رياضة
  • كان 2025

المنتخب المغربي يكتسح زامبيا بثلاثية ويتأهل متصدرا للمجموعة الأولى

2025-12-29 21:59

الإيواء : ESBW

© 2025 Marrakech7 — جميع الحقوق محفوظة. | DarkNews بواسطة AF themes.