في مستهل أشغال دورة 28 أكتوبر المنعقدة بقاعة الاجتماعات بجماعة تسلطانت، استهل الحاضرون الجلسة بقراءة سورة الفاتحة ترحما على روح صهر نائب رئيس الجماعة محمد المنسوم عليه رحمة الله، وهي التفاتة إنسانية تستحق الاحترام والتقدير.
لكن، ما لم يقرأ في تلك اللحظة، وما غاب عن أذهان الجميع، هو أن جماعة تسلطانت نفسها باتت أولى بالترحم، بعدما بلغت أوضاعها حدا يدمي القلب ويبكي الغيورين على هذه الأرض التي كان يراد لها أن تكون بوابة مراكش السياحية والاقتصادية، فإذا بها تتحول إلى نموذج صارخ لسوء التدبير وغياب الرؤية.
لقد كانت تسلطانت قبل انتخابات سنة 2021، عنوانا للأمل ومجالا للاستثمار الواعد، موقعها الاستراتيجي على مشارف المدينة الحمراء جعلها محط أنظار المستثمرين والسياح والمصطافين، لكن ما آلت إليه في السنوات الأخيرة من فوضى، وبلوكاج، وتدهور في الخدمات، وارتباك في التسيير، وصراعات داخلية تافهة، وتبادل الاتهامات والفراغ السياسي، جعلها أقرب إلى منطقة منكوبة إداريا وأخلاقيا منها إلى بوابة سياحية لمراكش.
إن جماعة تسلطانت اليوم تحتاج إلى أكثر من قراءة الفاتحة؛ تحتاج إلى وقفة جريئة، ومساءلة حقيقية، ومحاسبة شفافة لكل من عبث بمواردها وفرصها. واليوم، أعضاء المجلس، دون استثناء، مدعوون لا لقراءة الفاتحة فقط، بل لمحاسبة أنفسهم، لأن ما يحدث في تسلطانت ليس قضاء وقدرا، بل مصيبة لم يسبق أن أصيبت بها هذه الجماعة. فكيف يعقل أن تصبح دورات هذه الجماعة مجرد طقوس بروتوكولية تفتتح بالفاتحة وتختتم بالتصفيق؟ كيف يعقل أن تمر دورة اليوم دون التصويت على أي نقطة؟ وامتى بالسلامة غادي يتم التصويت على ديك الميزانية؟ واش زعما غادي تنعقد دورة استثنائية للتصويت على الميزانية؟ لا يمكن ذلك واسألوا أهل العلم الإداري؟.
ختاما، نعيد ونكرر، إذا كانت الفاتحة تقرأ على الموتى، فإن جماعة تسلطانت ومند انتخابات شتنبر 2021 جثة حية، تنهكها القرارات المرتجلة، وغياب الرؤية، وصمت المنتخبين الذين اختاروا دفن رؤوسهم في رمال اللامبالاة.
لقد ماتت مشاريع التنمية، وتوقفت أوراش البنية التحتية، وضاعت فرص الاستثمار، ولم يبق سوى الشكليات والمظاهر التي تخفي واقعا مؤلما جعل من هذه الجماعة تحتضر تحت أعين من انتخبوا لإنقاذها.







