
شهد ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، خلال المباراة التي جمعت المنتخب الوطني المغربي بنظيره الكونغولي، واقعة أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وبين المتابعين للشأن الرياضي الوطني. فبينما كانت الأنظار موجهة نحو الأداء الباهت لـ”أسود الأطلس” رغم الفوز المحقق، خطفت يافطة ضخمة مرفوعة بالمدرجات الأضواء، لما حملته من مضمون اعتبره كثيرون “تجاوزاً غير مقبول”.

اللافتة كُتب عليها: “بفضل رؤية وعمل فوزي لقجع، كرة القدم المغربية أصبحت عالمية”. عبارة أثارت ردود فعل غاضبة من طرف شريحة واسعة من الجماهير، التي رأت فيها محاولة لإضفاء طابع شخصي على إنجازات رياضية وطنية يقف وراءها، أولاً وقبل كل شيء، التوجيه الملكي السامي والرؤية الاستراتيجية التي وضعها جلالة الملك محمد السادس لتطوير الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً.
العديد من النشطاء عبّروا عن استغرابهم من رفع هذه اليافطة في منشأة رياضية وطنية ترمز للوحدة الرياضية المغربية، معتبرين أن “الفضل في الطفرة الكروية التي يعرفها المغرب لا يمكن أن يُنسب لفرد أو مسؤول، بل هي ثمرة رؤية ملكية بعيدة المدى، وتعبئة جماعية لمؤسسات الدولة والأندية واللاعبين والجماهير”.
كما دعا آخرون إلى فتح تحقيق في ظروف رفع اللافتة، خاصة أن الملاعب الوطنية تخضع لمراقبة دقيقة من قبل المنظمين والأجهزة الأمنية، ما يطرح تساؤلات حول الجهة التي سمحت بإدخالها ورفعها في مدرجات رسمية.
وبينما يستمر الجدل حول هذه الحادثة، يرى محللون أن الواقعة تعكس حساسية العلاقة بين العمل المؤسساتي والجهود الفردية داخل المنظومة الرياضية، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على التوازن بين الاعتراف بالكفاءات الوطنية واحترام المرجعية العليا المتمثلة في الرؤية الملكية التي أرست أسس النجاح الرياضي للمغرب في السنوات الأخيرة.
![]()





