
في مشهد لافت يعكس نضجا مؤسساتيا وحسا عاليا بالمسؤولية والإنصات لصوت الإعلام النزيه، وفي خطوة لاقت استحسانا واسعا من ساكنة سيدي يوسف بن علي، استجابت السلطات المختصة بمدينة مراكش، بشكل سريع وفعال، لما جاء في مقال جريدة مراكش الإخبارية الذي نشر تحت عنوان “بعد تحقيق الردع .. ألم يحن وقت انسحاب القوات الأمنية المرابطة بمنطقة سيدي يوسف بن علي؟”، حيث أثار المقال نقاشا هادئا ومسؤولا حول ضرورة تخفيف الترتيبات الأمنية المكثفة بعد أن تحقق الهدف المنشود من وجودها سواء على المستوى الوقائي أو الردعي، وانقضاء موجة التوتر والأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرا.
وقد لوحظ منذ نشر المقال الصحفي المذكور تحركات فعلية نحو رفع الترتيبات الأمنية بساحة المصلى، إذ تم إخلاء الشارع المؤدي لمدخل شارع المصلى التجاري من جميع السيارات والناقلات الأمنية، وتحويل تمركزها إلى محيط باب أحمر، مع تقليص عدد العناصر المرابطة، والإبقاء فقط على الحد الأدنى من التواجد الأمني لضمان الاستقرار في حال دعت الضرورة.
إن جريدة مراكش الإخبارية، إذ ترصد هذا التفاعل المسؤول والإيجابي، تنوه بهذا الحس العالي والحكيم في تدبير المرحلة، وتؤكد في الآن ذاته أن الصحافة الجادة ليست مجرد ناقل للخبر، بل فاعل مدني وشريك مؤسساتي في رعاية التوازن، وتحصين المسار الديمقراطي والتنموي للبلاد، وليست خصما ولا متربصا، بل عينا أخرى تنبه حين يغفل شيء، وتدفع في اتجاه الحكمة والتوازن حين يطلب الرأي الصادق.






