
خيم الحزن على مدينة سيدي بنور بعد أن فُجع الأهل والأصدقاء بوفاة الشاب المغربي عزيز بنحرف دكالي، الذي قضى في حادث مأساوي بالبرتغال يوم الأربعاء 3 شتنبر 2025، إثر انقلاب قطار سياحي صغير أسفر عن مقتل 17 شخصا وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
عزيز، في الأربعينات من عمره ومن أصول جماعة امطل، عرف بين محيطه بحسن الخلق وروح الأخوة التي جمعته بعائلته وأصدقائه. بعد أن أكمل دراسته بالمغرب وحصل على دبلومه، خاض تجارب مهنية متعددة قبل أن يشد الرحال إلى كندا قبل ست سنوات، حيث عمل بجد لبناء مسار مهني ناجح. استقر هناك، حصل على الجنسية الكندية، وتزوج من شابة مغربية، لتبدأ مرحلة جديدة من حياته اتسمت بالاستقرار والطمأنينة.
خلال الصيف الأخير، عاد عزيز إلى المغرب لزيارة والدته وأشقائه وأقاربه، حيث قضى أوقاتا دافئة بين أحضان عائلته وأحبته. وبعد أيام من هذه الزيارة، قرر السفر رفقة زوجته إلى البرتغال لقضاء عطلة قصيرة، غير أن القدر كان له كلمة أخرى.
ففي أحد القطارات السياحية الصغيرة، وقع عطب ميكانيكي تسبب في انقطاع الكابلات الداعمة للعربة، لترتطم بجدار وتخلف حادثا مأساويا أودى بحياة 17 شخصا، من بينهم عزيز الذي كان المغربي الوحيد على متن القطار، فيما أصيبت زوجته بجروح بليغة.
السلطات البرتغالية أعلنت الحداد الوطني، بينما كلف الملك محمد السادس السفير المغربي بالبرتغال بمتابعة كافة الإجراءات المتعلقة بنقل جثمان الفقيد وتكفل بجميع المصاريف المرتبطة بعملية الدفن في المغرب.
رحل عزيز وترك في قلوب أسرته وأصدقائه ألما كبيرا وذكريات لا تُنسى، لكن صورته كشاب طموح، خلوق، ومحب للخير ستظل راسخة في وجدان كل من عرفه.
إنا لله وإنا إليه راجعون.






