
تشهد الأسواق الممتازة الكبرى في المغرب إقبالا كبيرا على الأجبان المستوردة من فرنسا، خاصة الأنواع الفاخرة مثل الكاممبير والكولومبيه وجبن الماعز، والتي تصل في أحيان كثيرة عبر الاستيراد المباشر أو من خلال شبكات التوزيع العالمية، ما يجعلها متاحة بسهولة أمام المستهلك المغربي في المدن الكبرى. غير أن حادثا صحيا خطيرا في فرنسا يفرض على المستهلكين في المغرب التحلي باليقظة، حيث أعلنت السلطات الصحية الفرنسية عن سحب كميات كبيرة من الأجبان التي تنتجها شركة شافغراند بعد اكتشاف تلوثها ببكتيريا الليستيريا مونوسيتوجين، وهي بكتيريا خطيرة تسببت حتى الآن في إصابة أكثر من عشرين شخصا ووفاة شخصين. وتشكل هذه البكتيريا خطرا خاصا على النساء الحوامل وكبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وتظهر أعراض الإصابة بها في شكل صداع حاد وحمى مرتفعة وآلام عضلية، وقد تصل فترة الحضانة إلى ثمانية أسابيع مما يصعّب اكتشافها المبكر. وتشمل الأجبان الملوثة التي تم الإعلان عنها كاممبير 250 غرام وكولومبيه 350 غرام وبوشيت جبن الماعز 200 غرام، إضافة إلى أنواع أخرى وزعت في كبرى سلاسل المتاجر الفرنسية مثل ليدل وكارفور وألدّي ولوكلير وسيستيم أو. وتخص هذه العملية دفعات إنتاجية تحمل أرقاما محددة توضحها بيانات الشركة المصنعة، وتتراوح تواريخ انتهاء صلاحيتها بين 6 و27 سبتمبر 2025، وهي الفترة التي حذرت السلطات من استهلاك أي منتج يقع ضمنها. وقد أوصت السلطات المستهلكين بعدم استهلاك هذه المنتجات والتخلص منها أو إعادتها للمتاجر، مع متابعة حالتهم الصحية واستشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض. ونظرا لاحتمال دخول هذه الأجبان إلى المغرب، فإن الجهات المختصة مدعوة إلى تكثيف المراقبة في نقاط البيع الكبرى، مع دعوة المستهلكين لمتابعة إعلانات التحذير الصادرة عن السلطات الصحية، فسلامة الغذاء مسؤولية مشتركة تتطلب وعيا ويقظة من الجميع.






