
سجل القطاع السياحي بمدينة طنجة خلال شهري يوليوز وغشت 2025 نموا ملحوظا، بعد أشهر من التراجع الذي شهده نتيجة عوامل اقتصادية ولوجستية. ووفق المعطيات الرسمية، فقد ارتفع عدد الزوار بأكثر من 5 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من السنوات السابقة، ما شكل دفعة قوية لاقتصاد المدينة.
هذا التحسن انعكس مباشرة على مداخيل الفنادق والمطاعم ومؤسسات الترفيه، حيث عرفت نسبة الإشغال الفندقي ارتفاعا كبيرا، في حين أظهرت مؤشرات استهلاك الكهرباء والماء زيادة معتبرة، ما يعكس الدينامية الجديدة التي يعيشها القطاع.
ويعود جزء كبير من هذه الانتعاشة إلى التوافد المكثف للمغاربة المقيمين بالخارج ضمن عملية “مرحبا”، إلى جانب استقطاب أسواق خارجية تقليدية مثل إسبانيا وفرنسا والبرتغال، مدعومة بالمؤهلات الطبيعية والثقافية للمدينة ومحيطها.
وتؤكد الأرقام أن طنجة سجلت العام الماضي أكثر من 1,77 مليون ليلة مبيت بمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة، بمعدل ملء بلغ 52 بالمائة من الطاقة الاستيعابية. هذه المؤشرات تضع المدينة في المرتبة الرابعة وطنيا بعد مراكش وأكادير والدار البيضاء، وهو ترتيب يعزز جاذبيتها كمركز للاستثمارات السياحية والعقارية.
ويرى خبراء الاقتصاد أن هذا الزخم السياحي يفتح المجال أمام مشاريع جديدة في مجالات البنية الفندقية، والخدمات الموجهة للسياح، والنقل السياحي، إضافة إلى استثمار أكبر في الترويج الخارجي للمدينة. كما أن الموقع الاستراتيجي لطنجة، كبوابة للمغرب نحو أوروبا، يمنحها ميزة تنافسية يمكن استثمارها لتعزيز مكانتها على خريطة السياحة المتوسطية.
وعلى المستوى الوطني، بلغ عدد ليالي المبيت بالمؤسسات المصنفة 28,7 مليون ليلة خلال العام الماضي، بزيادة تفوق 12 بالمائة مقارنة بسنة 2023، ما يعكس توجها إيجابيا لقطاع يمثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني وموردا رئيسيا للعملة الصعبة.







