
في وقت ترفع فيه المجالس الجماعية بالمغرب شعارات التنمية وتحسين جودة الخدمات، تظل جماعة لوداية مثالاً صارخ للتدهور والإهمال الذي يهدد حياة السكان بشكل يومي. فالبنية التحتية بالمنطقة تعاني من هشاشة متزايدة، والمشاكل تتفاقم يوما بعد يوم، وعلى رأسها غياب الإنارة ووجود حفر مفتوحة تشكل خطرا على حياة المواطنين.
ورغم التحذيرات المتكررة التي نشرتها وسائل إعلام محلية حول هذه الاختلالات، ظل مسؤولو الجماعة متمسكين بسياسة اللامبالاة، ولو على حساب أرواح الأبرياء.
هذا الواقع المأساوي يجسد مؤخرا في حادث أليم أودى بحياة رجل خمسيني، إثر سقوطه في حفرة صرف صحي عميقة لا تبعد سوى أمتار قليلة عن مؤسسة ابن المعتز التعليمية، على الطريق المؤدية إلى دوار أولاد عقيل. الحفرة، التي تُركت مفتوحة ومحاطة بقضبان حديدية حادة، تقع في منطقة تعرف حركة دؤوبة لنساء وأطفال وشيوخ، كما أن غياب الإنارة ساهم في وقوع الحادث المميت.
الحادثة ليست سوى نتيجة مباشرة لسنوات من التأخير في إنجاز مشاريع الصرف الصحي بالمنطقة، ولتراكم الإهمال الذي حوّل المرافق العمومية إلى مصدر تهديد لسلامة المواطنين.
ورغم مرور سنوات على الوعود بتأهيل محيط ثانوية ابن المعتز والطريق المؤدية لدوار أولاد عقيل، لم يتجاوز الأمر حدود التصريحات دون تنفيذ فعلي على أرض الواقع.
والمثير للاستغراب أن بعض الجمعيات المحلية لا تزال تتجاهل هذه الوضعية الخطيرة، وتواصل الترويج لتحركات ومشاريع محدودة لا ترقى إلى تطلعات الساكنة التي ترزح تحت وطأة المعاناة اليومية. ما يثير تساؤلات جدية حول دور هذه الجمعيات، ومدى التزامها بالدفاع عن المصلحة العامة، خاصة إذا كان هدفها المعلن هو خدمة الساكنة.
وبين وعود انتخابية مؤجلة ومخاطر يومية تهدد حياة المواطنين، يجد سكان لوداية أنفسهم في مواجهة واقع يفرض عليهم التعايش مع الخطر، في انتظار أن تتحمل الجهات المعنية مسؤولياتها وتتحرك بشكل عاجل لتصحيح هذا الوضع قبل أن تحصد الإهمال ضحايا جدد.






