مئات الشخصيات من نخب المجتمع المغربي تدعو لوقف التطبيع مع إسرائل وتشجب إبادة الاحتلال للشعب الفلسطيني

دعا مئات المثقفين والمفكرين المغاربة والنشطاء المدنيون والفاعلون السياسيون، سلطات بلادهم لإعادة النظر وباستعجال، في اتفاق التطبيع الذي يجمع المغرب بدولة الاحتلال (الكيان الإسرائلي).

جاء ذلك في بيان تم تعميمه اليوم وقعه في صيغة أولى إلكترونية أكثر من ألف مثقف أديب وشاعر وكاتب ومفكر وفنان ومعهم أساتذة وباحثون ومحامون وأطباء وصحفيون إضافة لأطياف من المجتمع المدني وفاعلين سياسيين واجتماعيين… أكدوا فيه أن “المغاربة لا يشرفهم ولا يليق بهم أن تواصل حكومة بلدهم تعاملها مع كيان مارق متورط في جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.

وشددوا على ضرورة احترام الدولة المغربية لالتزاماتها في جامعة الدول العربية لجهة مقاطعة الاحتلال ونصرة حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة وبناء الدولة المستقلة، منبهين الحكومة المغربية إلى وجوب احترام التزامات المغرب التاريخية والتمسك الصارم بها، تجاه الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني في أرضه.

وأجمع الموقعون على البيان الذي ما يزال يستقطب أفواج المنضمين إلى مبادرة إصداره وتوقيعه، على شجب وإدانة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لاسيما في غزة المحاصرة تحت القتل والفتك والانتهاك والدمار والتجويع…

وأكدوا الرفض التام لسياسة الكيل بمكيالين في العلاقات الدولية التي تنتهجها الدول الكبرى في تجاهل فاضح للشرعية الدولية بالنسبة للقضية الفلسطينية.

وقال البيان “إننا ندين بشدة الصمت المخزي لهذه الدول أمام جرائم الإبادة وجرائم الحرب التي ترتكب في غزة بالجملة يوميا”.

وأضاف “إننا نؤمن بأن ما نشهده اليوم من فظائع تهز ضمير العالم، سيكون له أثر حاسم في صياغة هوية جديدة للبشرية التي لم يعد أمامها إلا خياران، أن تنهزم أمام التوحش وقانون الغاب؛ أو تنتصر للقيم الفضلى التي صاغتها الإنسانية عبر قرون من الكفاح والتضامن الإنساني”.

ودعا الموقعون إلى ضرورة الخيار بين أحد الخيارين، مناشدين بقوة أصحاب القرار في المغرب وبقية العالم لاتخاذ المواقف التي يمليها الواجب الأخلاقي والضمير الإنساني، تضامنا مع شعب أعزل يتعرض لإحدى أفظع المذابح في التاريخ المعاصر.

‏وطالبوا بالضغط من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار، والسعي الدؤوب إلى إدخال المؤن والمساعدات الإنسانية إلى غزة، وكذا إغاثة الجرحى وإسعاف المرضى والأطفال والعجزة؛ وإنقاذ الناجين من الإبادة الوحشية ومما يكابدونه اليوم من تجويع ممنهج حتى الموت.

وعبر البيان عن التضامن الكامل مع جميع المبادرات داخل المغرب وخارجه، التي يحركها الضمير الإنساني اليقظ دفاعا عن قضية فلسطين ومعها كل القضايا العادلة لشعوب العالم.

وفي هذا الصدد حي الموقعون كل أحرار العالم في كل الساحات، وثمنوا نضالهم المستمر والمتواصل لشجب ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تقتيل وإحراق وتجويع وإذلال، مجددين الوقوف الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل الحرية وفي حقه غير القابل للتقادم في العودة، وفي إقامة دولته المستقلة طبقا لقرارات الأمم المتحدة.

وشددوا على المطالبة بالشروع الفوري في تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية القاضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967.

وأتى البيان في إطار مبادرات متوالية للنخب وعموم الشعب المغربي، تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتزكية لنضاله المشروع دفاعا عن حقوقه من أجل الحرية والاستقلال والكرامة في إطار دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما يأتي تعزيزا للانتفاضات الشعبية العامة في ربوع المغرب لشجب العدوان الإسرائيلي وهجوم آلته العسكرية الكاسح الوحشي لإبادة شعب أعزل في غزة وتجويعه وتقتيله والتنكيل به.

وسبق إصدار البيان تنظيم وإقامة عدة فعالية تعبوية وتضامنية بمسيرات وازنة لمختلف أطياف المجتمع المغربي ونخبه السياسية والثقافية والأهلية المدنية على مدى ال22 شهرا الماضية التي تشهد والى الحين قصفا متواصلا ودمارا شاملا وقتلا مستمرا وإبادة تامة للشعب الفلسطيني في غزة.

عبد الواحد الطالبي