
شهدت تجزئة تسلطانت بحي سيدي يوسف بن علي، اندلاع حريق مهول داخل محول كهربائي، محدثا أصوات انفجارات متتالية-قوية أثارت الهلع في صفوف الساكنة والمتجمهرين، ما جعل معظم الحاضرين يتراجعون خشية حدوث انفجار أكبر، ليقتحم شرطي صادف تواجده غير الرسمي بعين المكان في مشهد بطولي يجسد أسمى معاني التضحية ونكران الذات غمار الخطر بشجاعة نادرة وعزم لا يلين وبشكل مباشر للحد من خطورة هذا الحريق، معرضا حياته للخطر لحماية أرواح الآخرين والممتلكات العامة.
إن هذا التدخل البطولي، الذي ساهم في تجنب كارثة حقيقية كانت ستهدد الأرواح والممتلكات، خاصة أن الأمر يتعلق بمحول كهربائي تتصل به شبكة واسعة من البيوت، يجب أن يسجل بمداد الفخر ضمن قائمة المواقف الوطنية التي تعيد الاعتبار لصورة رجل الأمن، وتذكر الجميع بأن هناك رجال أمن، متشبعون بقيم المواطنة والمسؤولية التي تتجاوز حدود الزي الرسمي وساعات العمل، ولا ينتظرون الأوامر لأداء واجبهم، حين تتقاطع الشجاعة مع الإيثار في لحظة فارقة من لحظات الخطر، بل يتحركون بفطرة المواطنة الصادقة وروح المسؤولية، التي يستحقون معها كل التقدير والتنويه من باب الاعتراف بالجميل، في زمن تزداد فيه الحاجة لمثل هذه النماذج المضيئة.





