
في خطوة تعكس حجم القلق الذي بات يخيّم على مستقبل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وجه تيار الاتحاديات والاتحاديين رسالة مفتوحة إلى رموز الحزب وقياداته التاريخية التي توارت إلى الظل، داعيا إياهم إلى العودة والمساهمة في إنقاذ الحزب مما وصفوه بـ”الوضعية الحرجة” التي يعيشها.
وجاء في الرسالة، التي تم تداولها داخل الأوساط الحزبية، أن الاتحاد الاشتراكي يمر بلحظة دقيقة تتطلب استجابة فورية وواعية من جميع مناضليه ومناضلاته، وفي مقدمتهم القيادات التاريخية التي راكمت تجربة سياسية ونضالية كبيرة، وسبق لها أن قادت الحزب في معارك مصيرية دفاعا عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية.
وأكد تيار الاتحاديات والاتحاديين أن وضعية الحزب اليوم أقرب إلى غرفة الإنعاش، مشددين على أن الأزمة التي يعيشها ليست ظرفية، بل تمس جوهر وجوده كقوة سياسية وفاعلة في المشهد الوطني. واعتبر أصحاب الرسالة أن الحاجة أصبحت ملحة إلى تدخل عاجل يعيد للحزب وهجه السياسي ويضعه من جديد في مساره الطبيعي كحزب وطني ديمقراطي اجتماعي يحظى بثقة المواطنين.
الرسالة أوضحت أن استعادة الأمل في المستقبل تمر أساسا عبر تجديد الروح الاتحادية، التي تأسست على طموحات الشعب المغربي وتطلعاته نحو العدالة الاجتماعية والمساواة، مشددين على أهمية العودة إلى القيم الأصلية للحزب المرتكزة على الاشتراكية الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كما دعا التيار ذاته إلى ضرورة تجديد القيادة والنخب داخل الحزب، معتبرين أن الحزب في حاجة إلى وجوه جديدة تحمل مشعل المرحلة، لكن في الوقت ذاته بحاجة إلى خبرة القيادات التاريخية لمنح الشرعية والمصداقية للمبادرات الجديدة، واصفين هذه القيادات بـ”حراس المعبد”.
وأكدت الرسالة أيضا على أهمية إحياء الحوار الداخلي، الذي بات ضروريا لرأب الصدع بين مختلف مكونات الحزب وتجاوز حالة القطيعة بين الأجيال، داعين إلى حوار شامل وجاد يفضي إلى خارطة طريق واضحة تعيد التوازن الداخلي وتضمن تماسك الحزب.
وفي سياق التحضير للمؤتمر الوطني المقبل، شدد تيار الاتحاديات والاتحاديين على ضرورة تنظيم مؤتمر مؤسسي حقيقي، يقطع مع منطق التزكيات الشكلية والإقصاء، ويرسخ ثقافة الديمقراطية الداخلية ويضع ميثاقا جديدا يواكب تحديات المرحلة.
واختتم التيار رسالته بالتأكيد على أن مستقبل الحزب لن يتحقق إلا بتظافر جهود جميع أبنائه وبناته، داعين إلى وضع خطة واضحة لإعادة بناء الاتحاد الاشتراكي على أسس متجددة تضمن إشعاعه السياسي ومكانته الوطنية، معتبرين أن قوة الفكر والإرادة والعمل، التي ميزت رموز الحزب التاريخيين، قادرة اليوم على إعادته إلى الواجهة إذا ما توفرت الإرادة الجماعية لذلك.







