
يعيش حي الانارة واحدة من فصول العبث الذي أصبح يميز الخدمات الاساسية بالمدينة الحمراء، حيث تحول صيف مراكش الى كابوس حقيقي بفعل الانقطاعات المتكررة للكهرباء، التي تحولت الى مشهد يومي، يزيد من معاناة المواطنين في ظل حرارة مفرطة تقترب من الخمسين درجة.
ومنذ ازيد من ست ساعات والحي غارق في الظلام الدامس، بينما الشيوخ والرضع يختنقون داخل المنازل بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وغياب التكييف والمراوح، وحتى بصيص الامل في عودة التيار الكهربائي، تحول الى سراب، والساكنة تعيش وضعا لا يطاق، وسط تجاهل تام من الشركة الجهوية المتعددة الخدمات، التي يبدو انها اختارت تعذيب المراكشيين بدل خدمتهم.
الساكنة الغاضبة تتساءل كيف يعقل أن تستمر هذه الانقطاعات المتكررة دون سابق انذار، ودون تحمل اي مسؤولية وكأن حياة الناس وراحتهم لا تعني شيئا لدى مسؤولي الشركة الاكثر اثارة للجدل.
والمثير للسخرية أن ادارة المكتب الوطني للكهرباء المتواجدة بدورها في حي الانارة، لم تسلم من هذه الكارثة، حيث انقطع الكهرباء حتى عن مقر الادارة في مشهد عبثي يجسد واقع التسيير العشوائي وغياب ابسط شروط احترام المواطنين.
في المقابل يواصل الوالي بالنيابة الذي سبق له ان كان الباطرون المباشر للمدير الحالي، الذي عين خلفا للمدير السابق اقبال، المعروف برفضه تمرير صفقة الغول المثيرة للجدل، تجاهله للوضع الخطير الذي يعيشه السكان، وهو ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول غياب الحزم في مواجهة هذه الفوضى.
الواقع ان هذه الحوادث لم تعد حالات معزولة بل تحولت الى ظاهرة تؤكد عمق الخلل في تدبير قطاع حيوي مثل الكهرباء، في مدينة بحجم مراكش، حيث اصبح المواطن مجرد رقم في فاتورة ضخمة يتلقاها كل شهر بينما الخدمة الحقيقية غائبة.
وفي ظل صمت السلطات وتجاهل الشركة، يستمر سكان حي الانارة في معاناتهم اليومية مع انقطاع الكهرباء وسط حرارة خانقة واوضاع صحية مقلقة، حيث لا مكيفات ولا مراوح ولا حلول تلوح في الافق فقط انتظار قاتل وخوف متزايد من ان تتحول هذه المعاناة الى كارثة صحية حقيقية.
الشارع المراكشي اليوم لم يعد يطالب فقط بعودة الكهرباء، بل يطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذا الوضع المهين وفتح تحقيق عاجل في اسباب تكرار هذه الكوارث، ومنح الساكنة حقها في ابسط شروط العيش الكريم، بعيدا عن لغة الاستهتار واللامبالاة، التي اصبحت العنوان الابرز لخدمات الشركة الجهوية المتعددة الخدمات بمراكش.






