
تتواصل معاناة مستعملي الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين مدينة مراكش وإقليم شيشاوة وعدد من الأقاليم الجنوبية، بسبب الوضعية الكارثية التي أصبحت عليها هذه الطريق الحيوية، التي تحولت في غياب تدخل جدي إلى واحدة من أكثر الطرق دموية على المستوى الوطني.
الطريق المذكورة أصبحت توصف اليوم بكونها من الطرق القاتلة بامتياز، بالنظر إلى الأرقام المقلقة لحوادث السير التي تشهدها بشكل متكرر، والتي تخلف سنويا عشرات الضحايا بينهم أسر بكاملها، ناهيك عن عدد المصابين بجروح خطيرة والمآسي الاجتماعية التي تخلفها هذه الحوادث.
وتعود الأسباب الرئيسية لهذا الوضع الخطير إلى غياب البنية التحتية الملائمة لطريق وطنية بهذا الحجم والأهمية، في وقت تعرف فيه حركة السير على هذا المحور الحيوي ازدحاما شديدا وضغطا متزايدا بشكل يومي، خاصة مع استعماله من طرف مختلف أنواع المركبات، من شاحنات نقل البضائع والحافلات وسيارات الأجرة والسيارات الخفيفة والدراجات النارية، دون وجود فاصل أو حاجز يفصل بين الاتجاهين أو ينظم حركة المرور بالشكل الذي يضمن سلامة مستعمليه.
وفي ظل هذه الوضعية المأساوية، تتعالى أصوات المواطنين والفعاليات المدنية مطالبة بتدخل عاجل من الجهات المسؤولة، من أجل تأهيل الطريق الوطنية رقم 8، وتعزيز معايير السلامة المرورية، وتوفير شروط التنقل الآمن، حفاظا على أرواح المواطنين وإنهاء مسلسل الحوادث المميتة التي حولت هذا الطريق إلى نقطة سوداء في خارطة الطرق الوطنية.







