
عاد الجدل مجددا ليخيم على الساحة السينمائية المغربية عقب الإعلان عن تعيين ريدا بنجلون مديرا جديدا للمركز السينمائي المغربي في خطوة وصفت من قبل مهنيين ومتابعين بأنها استمرار لسلسلة الأخطاء في اختيار من يقود هذه المؤسسة الاستراتيجية التي تشكل العمود الفقري لصناعة السينما الوطنية
تعيين بنجلون الذي لا يحمل في مساره أي تكوين أكاديمي أو خبرة مباشرة في مجال السينما أثار استياء واسعا خاصة وأنه قادم من قطاع التلفزيون حيث شغل منصب مدير المجلات والبرامج الوثائقية بالقناة الثانية بعد أن بدأ مشواره في قسم الأخبار دون أن يتوفر على مؤهلات معترف بها في ميدان الإعلام أو السينما
الانتقادات لم تقتصر فقط على افتقاده للتجربة الفنية بل امتدت لتشمل غياب رؤية واضحة وقدرة حقيقية على التعامل مع التحديات الكبرى التي تواجه قطاع السينما بالمغرب خاصة في ظل الوضعية الصعبة التي يعيشها هذا القطاع والذي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مخطط إصلاحي شامل وإلى شخصية ذات كفاءة عالية ودراية دقيقة بخبايا المجال
ويزداد حجم السخط داخل أوساط المهنيين بعد أن رفع الكاتب العام لقطاع التواصل السقف عاليا خلال فترة توليه منصب مدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة وهي المرحلة التي اعتبرها عدد من المختصين نقطة ضوء في ظل سنوات من التخبط والتراجع مما يجعل المقارنة بين المرحلة الماضية والوضع المنتظر مع المدير الجديد تميل بوضوح لصالح الماضي القريب
كثيرون يرون أن القادم من القناة الثانية ليست لديه لا القدرة ولا التموين ولا الكفاءة لمواصلة نفس الإيقاع الذي شهده المركز خلال الفترة الأخيرة وهو ما ينذر بتوقف دينامية الإصلاح وانحدار القطاع من جديد نحو الركود والإحباط في وقت كان الجميع يأمل في ضخ دماء جديدة قادرة على النهوض بالسينما المغربية ووضعها في مصاف الصناعات الثقافية الرائدة
وسط هذا المناخ المشحون يترقب المهنيون ما ستؤول إليه الأمور خلال الفترة المقبلة بينما تبقى علامات الاستفهام قائمة حول دوافع هذا التعيين وخلفياته في انتظار ما إذا كان بنجلون سيتمكن من إثبات العكس أو أن الساحة السينمائية ستسجل انتكاسة جديدة







