كارثة بيئية تهدد تلاميذ تماثيلت بإقليم الحوز

تابع المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام، بقلق بالغ الوضع البيئي والصحي الخطير، الناتج عن تراكم مياه عادمة قرب دوار تماثيلت بجماعة تديلي مسفيوة بإقليم الحوز، والذي يهدد سلامة الساكنة والتلاميذ بمؤسسات تعليمية مجاورة.
وكشفت المعاينات والتقارير المحلية أن محطة تطهير السائل التي تديرها جمعية تسيلت، تشهد اختلالات جسيمة بسبب سوء التسيير وغياب الصيانة الدورية، بالإضافة إلى عدم احترام معايير دفتر التحملات، الشيء الذي تسبب في انتشار مياه عادمة على الطريق الرابط بين دواوير تماثيلت تورت وتمزكيدة، فضلا عن محيط مدرسة تماثيلت في انتهاك صارخ للحق في بيئة نظيفة وفق القوانين البيئية الجاري بها العمل.
ولمواجهة هذا الخطر طالب المرصد بفتح تحقيق إداري وتقني عاجل من الجهات المختصة، لتحديد أسباب الخلل وتحديد المسؤوليات مع مساءلة الجمعية المدبرة للمشروع عن كافة الأضرار الناتجة، كما دعا إلى رفع شكاية عاجلة أمام النيابة العامة بخصوص شبهة التسبب في كارثة بيئية وصحية ناجمة عن الإهمال وعدم مطابقة الأشغال للمعايير القانونية.
وعلاقة بالموضوع، شدد المرصد كذلك على ضرورة إجراء دراسة بيئية وصحية مستقلة لتقييم درجة التلوث وتأثيراته على السكان لا سيما الأطفال والتلاميذ ، إلى جانب إعلان حالة الطوارئ البيئية والصحية مؤقتا في المناطق المتضررة مع توفير حملات طبية ميدانية للسكان.
كما طالب باتخاذ إجراءات استعجالية لتفريغ وتنظيف مواقع تراكم المياه العادمة وإعادة تأهيلها مع إلزام الجهة المشرفة بتحمل التكاليف كاملة وتعويض المتضررين.
وفي ختام بيانه، أكد المرصد الوطني لمحاربة الرشوة أن التهاون في هذا النوع من الملفات يعزز ثقافة الإفلات من العقاب ويعد تواطؤا غير مباشر ضد صحة المواطنين وحقهم في العيش داخل بيئة سليمة، مشيرا إلى أن « بيئة سليمة حق دستوري… والفساد البيئي جريمة لا تسقط بالتقادم ».