
الساعة تشير إلى 23:15 من يوم أمس الثلاثاء، حيث كان لنا موعد مع صورة مشرقة من صور اللباقة والاحتراف المهني، وذلك بنقطة مراقبة أمنية قبالة البوابة الرئيسية لمنتزه المنارة، حيث تم توقيف سيارتنا في إطار توقيف اعتيادي وروتيني مخصص للتأكد من وثائق السيارات، ليبرز عنصر شرطة بزي مدني من بعيد (بيضاوي)، ضمن عناصر الأمن المكلفة بالمراقبة، بسلوك مهني رفيع، وأسلوب مهذب، مجسدا أعلى مستويات الاحترام والتواصل الهادئ، ورباطة جأش، رغم الضغط ووتيرة العمل المتسارعة بهذه النقطة، التي تشهد عادة ارتفاعا في وتيرة حركة السيارات والمارة، وتوافدا كبيرا للسياح وساكنة مدينة مراكش الباحثين عن لحظات استجمام في رحاب منتزه المنارة.
هذا التعامل الإنساني، الراقي والإيجابي لهذا الشرطي، وحرصه على تطبيق القانون بروح ودية، في لحظة بسيطة، يصنع الفرق، ويؤكد أن تحسين العلاقة بين المواطن والمؤسسات الأمنية يبدأ من السلوك الفردي النابع من روح الواجب والضمير المهني.
إن هذا الموقف، وفي زمن تشتد فيه الحاجة إلى تعزيز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة لا سيما الأمنية منها، يدفعنا لزاما إلى الإشادة العلنية بسلوك هذا الإطار الأمني، الذي جسد فعلا شعار “الشرطة في خدمة المواطن”، في تجلياته المثلى، الذي مافتئت تدعوا المديرية العامة للأمن الوطني، بقيادة مديرها العام عبد اللطيف الحموشي، إلى رفعه وجعله أساس التعامل مع المواطنين من أجل إرساء مفهوم جديد للسلطة قائم على الاحترام المتبادل والصرامة في إطار القانون.







