
أكد لحسن السعدي كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، خلال جوابه على أسئلة المستشارين البرلمانيين بمجلس المستشارين اليوم الثلاثاء، أن الحكومة تولي أهمية بالغة لتأهيل قطاع الصناعة التقليدية، من خلال إدماجه في البرامج الاستثمارية والدعم العمومي على غرار باقي القطاعات الإنتاجية الكبرى.
وفي معرض حديثه أمام المجلس، نوّه كاتب الدولة بالدور الذي تضطلع به غرف الصناعة التقليدية، سواء في الدار البيضاء أو مراكش، في مواكبة برامج كتابة الدولة، مشددًا على أن القطاع يحتاج اليوم إلى دينامية متجددة وحوار مستمر، بما يسمح بالاستجابة لتطلعات الصناع التقليديين وممثليهم داخل الغرف المهنية.
وأضاف أن أحد أبرز المطالب الملحة للصناع التقليديين تمثلت لسنوات في غياب استفادتهم من برامج الاستثمار والدعم التي توفرها الدولة، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لتغيير هذا الواقع. وأوضح أن التعامل مع قطاع الصناعة التقليدية يجب ألا يبقى تقليديًا، بل ينبغي أن يُدعم بالإمكانات والآليات العصرية، شأنه شأن قطاعات استراتيجية مثل صناعة السيارات والطائرات.
وأشار كاتب الدولة إلى أن قطاع الصناعة التقليدية يمتلك إمكانيات واعدة لخلق فرص الشغل، والمساهمة في جلب العملة الصعبة، وتعزيز العرض السياحي الوطني، باعتباره حاملاً لهوية المغرب الثقافية والحضارية. وأضاف أن السائح لا يأتي فقط من أجل البحر والفنادق، بل لاكتشاف منتوجات الصناعة التقليدية التي تعكس غنى التراث المغربي.
وفي هذا الإطار، أبرز أن الحكومة الحالية، التي تشتغل ضمن رؤية اجتماعية شاملة، عملت منذ بداية ولايتها على إعادة النظر في ميثاق الاستثمار، وذلك بهدف تحقيق عدالة استثمارية على المستويين المجالي والفئوي. ومن أبرز مخرجات هذه المراجعة، إدماج مقاولات الصناعة التقليدية ضمن الفئات المستفيدة من دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة.
ودعا كاتب الدولة الشباب والنساء وأصحاب الأفكار الاستثمارية إلى إعداد ملفاتهم للاستفادة من هذا البرنامج، مؤكداً أن المرسوم المؤطر لهذا الدعم في مراحله النهائية، ويتضمن تحفيزات متنوعة، من بينها منحة لخلق فرص الشغل، وأخرى ترابية حسب خصوصية كل جهة، إلى جانب دعم خاص بالأنشطة ذات الطابع الاستراتيجي.
وفي ختام تدخله، وجه كاتب الدولة دعوة لرؤساء غرف الصناعة التقليدية من أجل تنظيم أيام تواصلية على صعيد الجهات، للتعريف بمضامين المرسوم الجديد وتحفيز المهنيين على الانخراط في الدينامية الجديدة التي تروم النهوض بقطاع الصناعة التقليدية وجعله رافعة اقتصادية حقيقية.






