المغاربة عفا عنهم السلطان… فلم يرحموا أنفسهم

المغاربة عفا عنهم السلطان… فلم يرحموا أنفسهم

في مشهدٍ يُحاكي المآسي، تجلّت مأساة عيد الأضحى لعام 2025، حيث ارتفعت أسعار اللحوم إلى مستويات خيالية، رغم دعوة الملك محمد السادس المواطنين إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي هذا العام، نظراً للتحديات المناخية والاقتصادية التي أدت إلى تراجع كبير في أعداد الماشية.

 

الملك، في خطوة استثنائية، أعلن أنه سيقوم بذبح الأضحية نيابة عن الشعب المغربي، اقتداءً بالسنة النبوية، حينما ضحى بكبشين، أحدهما عن نفسه والآخر عن أمته. هذه المبادرة الملكية جاءت لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

 

لكن الواقع كان أكثر قسوة. ففي الأسواق، ارتفعت أسعار اللحوم بشكل غير مسبوق، حيث بلغ متوسط سعر الكبش الواحد بين 4 آلاف و7 آلاف درهم، وثمن الكيلوغرام الواحد بين 130 و 160 درهماً و »الدوارة » 1000 درهم.

 

الجزّارون، من جهتهم، استغلوا الوضع لتحقيق أرباح طائلة، غير مكترثين بالمعاناة التي يعيشها المواطنون. ورغم الإجراءات الحكومية، لم تنجح هذه الخطوات في كبح جماح الأسعار أو تخفيف الأعباء عن المواطنين.

 

وزادت الفضيحة التي هزّت مدينة الدار البيضاء من عمق الأزمة، بعد أن تم العثور على هياكل عظمية لحمير وأحصنة في أطراف المدينة، يُشتبه في أن لحومها تم تسويقها على أنها لحوم أبقار. هذه الحادثة أثارت موجة من الغضب والقلق في صفوف المواطنين، وعجلت بفتح تحقيقات من طرف المصالح البيطرية والسلطات المحلية، وسط تساؤلات مؤلمة حول سلامة ما يُعرض على موائد العيد.

 

وهكذا، تحول عيد الأضحى، الذي يُفترض أن يكون مناسبة للفرح والتكافل، إلى موسم للمعاناة والديون والشكوك. ورغم العفو الملكي، لم يرحم المغاربة أنفسهم، فذبحوا جيوبهم، وربما أكلوا الوهم، وتركوا خلفهم عيداً بطعم المرارة.

اخر الأخبار :