
قام الوفد الرسمي المغربي بزيارة تفقدية لعدد من فنادق إقامة الحجاج المغاربة بمكة المكرمة، وذلك في إطار المهام الموكولة إليه لمتابعة أوضاع الحجاج ميدانيا، والوقوف على ظروف الإيواء والخدمات المقدمة. وترأس هذه الزيارة الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار، بصفته رئيسا للبعثة الرسمية، حيث تبادل أطراف الحديث مع عدد من الحجاج واستمع إلى ملاحظاتهم بشأن الخدمات والتنظيم.

وتندرج هذه الزيارة ضمن عملية التتبع المستمرة التي تباشرها السلطات المغربية المعنية، والتي تهدف إلى ضمان احترام المعايير المتفق عليها مع الجهات السعودية، ومعالجة أي ملاحظات أو نواقص قد تسجل خلال فترة الإقامة. وقد شملت جولة الوفد تفقد مرافق الإيواء والتغذية والنقل، ولقاء مؤطري البعثة والاستماع إلى تقاريرهم حول سير العملية التنظيمية اليومية.

وكان موسم الحج لهذه السنة قد انطلق صباح اليوم الثلاثاء 13 ماي الجاري، من مطار وجدة أنكاد، حيث أقلعت أولى الرحلات الجوية التي تقل الحجاج المغاربة في اتجاه الديار المقدسة، إيذانًا ببدء موسم الحج بالنسبة للمملكة. وقد حضر انطلاق هذه الرحلة عدد من المسؤولين المدنيين والدينيين، إلى جانب طاقم البعثة الإدارية والدينية المرافقة للفوج الأول من الحجاج.

ويبلغ عدد الحجاج المغاربة خلال موسم 1446 هـ / 2025 م أربعة وثلاثين ألفا، منهم اثنان وعشرون ألفا وأربعمئة حاج ضمن التنظيم الرسمي، وأحد عشر ألفا وستمئة في إطار تنظيم وكالات الأسفار. وتعتمد السلطات المغربية، بتنسيق بين قطاعات متعددة، على آليات تنظيمية تهدف إلى توفير ظروف مناسبة لأداء المناسك، بما في ذلك الإشراف الإداري والتأطير الديني والخدمات الصحية واللوجستيكية.

تم انتقاء أربعمئة واثنين وستين مرافقا ومؤطرا بمعدل شخص لكل تسعة وأربعين حاجا، لتأمين التوجيه والمتابعة الميدانية طيلة فترة الحج. وفي الجانب الصحي، تم إيفاد بعثة طبية مكونة من اثنين وثمانين إطارا، بينهم أطباء وممرضون تابعون لوزارة الصحة والقوات المسلحة الملكية. وتوزع الطاقم الطبي على سبع نقاط صحية ثابتة، إلى جانب فرق متنقلة ومراكز إحالة، كما تم اعتماد تطبيق معلوماتي لتتبع الحالات الصحية وتيسير التدخلات الطبية عند الحاجة.

ومن الناحية اللوجستيكية، خُصص للحج ضمن التنظيم الرسمي مبلغ مالي حُدد في خمسة وستين ألف درهم. كما استفاد نحو اثني عشر ألف حاج من مبادرة “طريق مكة”، التي تتيح استكمال الإجراءات الجمركية والإدارية في المغرب قبل السفر، ما يخفف من الضغط عند الوصول إلى الأراضي السعودية.

رغم الجهود المبذولة، لا تزال بعض التحديات مطروحة، إذ عرف موسم العام الماضي تسجيل اختلالات متعلقة بظروف الإقامة في المشاعر المقدسة وتعطل بعض التجهيزات، ما استدعى مراجعة عدة ترتيبات تقنية وتنظيمية، من بينها اعتماد منظومة رقمية جديدة لتتبع مسار الحاج.

في هذا السياق، تم تطوير برنامج إلكتروني يتيح متابعة جميع مراحل الحج من مغادرة الحاج إلى عودته، بهدف تحسين التنسيق ومعالجة أية صعوبات محتملة في حينها. كما عملت الوزارة على مراجعة بعض الجوانب التنظيمية المتعلقة بعدد المؤطرين وتوزيعهم وتدبير الخدمات اللوجستيكية.

وتواصل البعثة الرسمية عملها في الميدان بشكل يومي، بهدف التفاعل مع ملاحظات الحجاج وضمان استمرارية الخدمات الأساسية خلال موسم الحج. كما يُنتظر أن ترفع البعثة تقاريرها إلى الجهات المختصة بعد نهاية الموسم لتقييم سير العملية وتحديد الجوانب التي تحتاج إلى تعزيز أو تصحيح مستقبلا.
![]()







