و رمضان على الأبواب…. هل يجب أن نغير من الإجراءات الحالية؟


مشاهدة : 325

و رمضان على الأبواب…. هل يجب أن نغير من الإجراءات الحالية؟

مع تثميننا للوضعية الوبائية الشبه مستقرة بالمغرب و تمكننا و الحمد لله إلى تلقيح أكثر من 13 في المئة من المواطنين المغاربة و في ظروف وبائية مثالية… يدفع هذا النجاح الجزئي….. يدفع الكثيرين منا هذه الأيام إلى طرح عدة الأسئلة و نحن على أبواب شهر رمضان المبارك…. لم لا نخفف من القيود و الإجراءات الاحترازية ؟ لم لا نغير من استراتجيتنا خلال المدة المقبلة؟ و البعض يرد… هل بذلك لا نجعل الجائحة تستمر لشهور عدة أخرى ؟ و هل يمكننا أن نجازف اليوم بالتقدم المحرز في مواجهة الجائحة والتضحيات الجسيمة التي قدمناها لحد الساعة؟ و هل لا نضيع الصيف و « لبنه »؟ …..

أسئلة مشروعة و منطقية يختلط فيها الديني بالعاطفي بالعملي….

و لكني أظن أنه يجب علينا أن نبقى أوفياء لمقاربتنا الاستباقية العلمية و أن كل قرار في هذا الشأن و من هذا القبيل يجب أن يبني على العناصر العلمية المتاحة وبحذر…. و نحن نفعل ذلك يجب علينا:

1- أن نتذكر جميعا نكبة ما بعد عيد الأضحى و التي أدينا ثمنها غاليا و لشهور…. رحم الله كل موتانا و طهر الله خطايا كل مرضانا… أرفض أي قرار يؤدي بنا إلى نفس الوضع

2- أن تراعي كل قرراتنا أولوياتنا و هي للتذكير أولا و أخيرا صحة المواطن المغربي الجسدية و النفسية ثانيا عدم إيقاف عجلة الإقتصاد وثالثا استمرار العملية التربوية بالمدارس و المعاهد، وهو أمر أساسي من أجل تعليمهم وكذلك من أجل رفاههم العقلي والجسدي مع إتاحة الفرصة للمواطنين بلقاء أقربائهم بأمان بعد أشهر من العزل و العزلة.

3- و لم لا…. أن نستغل التقدم المحرز في مواجهة الوباء و نترجمه بقرارات تؤدي إلى خروج سريع من الأزمة يجعلنا أكثر تنافسية في ميادين خدماتية عدة و على رأسها الاقتصاد السياحي بحلول فصل الصيف إن شاء الله.

أود من خلال هذه التدوينة، أن أتقاسم معكم كل المعطيات العلمية المتوفرة في إطار نقاش صريح و شفافية كاملة حتى يتبين للجميع صعوبة هذه القرارات المستقبلية التي يجب أن تكون حذرة وتدريجية و لما لا جهوية تأخذ بالخاصية الوبائية لكل جهة… و تستوجب هذه القرارات الجرأة الكبيرة في اتخاذها و التذكير بأن التوصية العلمية و الصحية ليست إلا جزءا من منظومة اتخاذ القرار النهائي الذي يأخذ كذلك بعين الاعتبار الأثار الاقتصادية و الاجتماعية للقرار على المغاربة. و بالفعل فلأخذ القرار الصحيح و الحكيم يجب أن نلم بالمعطيات والبيانات العلمية التالية و التي لا نتوفر الآن بالكثير منها:

أولها، الإحاطة بمدى المناعة الجماعية للمغاربة. فمعرفة عدد المغاربة الذين أصيبوا بالفيروس يمكن من تحديد المناعة الطبيعية للمغاربة. و لكن للأسف و لحد الأن و بدون دراسة سيرولوحية محينة يصعب التكهن بنسبة معينة رغم النسب المرتفعة التي يستشهد بها الكثيرون دون أبحاث علمية دقيقة و تبقى دون جدوى في اتخاذ القرارات.

ثانيها، مدى انخراطنا في الإجراءات الاحترازية الوقائية الشخصية؟ و هنا بإمكاني أن أجيب و بدون تحفظ و بصراحة جارحة أننا تخلينا منذ زمن عن الإجراءات الاحترازية و تخاذلنا في الانضباط بها. و في هذه الحالة، فالقرار و المسؤولية شخصية و أتمنى أن لا نأدي ثمن هذه الانتكاسة غاليا…. و أحيي عاليا كل من يحاول الألتزام بها….

ثالثها نسبة انتشار السلالة البريطانية و السلالات المتحورة الأخرى… . ربما أرقام الإصابة التي نراها الأن مستقرة لأننا لم نصل بعد إلى الإنتشار الأسي للسلالة البريطانية و الذي حتما سنراه في الأسابيع المقبلة…. وهنا يجب أن أوضح أن السلالة البريطانية تنتشر و أن الطفرة E484K بدأت بالظهور بالمغرب . و في عمل طور النشر و على مدار العام، حللنا أكثر من 200 جينوم للفيروس فكت شفرتها بالمختبر. و يتبين من خلال هذا البحث تكاثر ظهور السلالات المتحورة منذ شهر فبراير و حددنا جميع أنواعها بالمغرب كما هو موضح في البيان رفقته…. وهنا وجب التأكيد على أن قرار يحب أن يمكن من تقليل وتيرة انتقال هذه السلالات و انتشارها….

رابعها، عدم الانتهاء لحد الأن من المرحلة الأولى لعملية التلقيح لحماية الأشخاص في وضعية هشاشة صحية و هو النجاح الجزئي الذي يوجد على مرمى حجر. و كل قرار يجب أن يحصن هذه العملية و يؤمن نجاحها…..

خامسا، التسريع بالبدء بالمرحلة الثانية من التلقيح للفئات العمرية الأخرى المتبقية في أفق الوصول إلى المناعة الجماعية إن شاء الله و المشروطة بالتوفر على كميات كبيرة من اللقاحات…. و للأسف و كما وضحنا مرارا فقراءة سريعة في المعطيات الدولية تبين أنه سيصعب الوصول إليها و مؤشرات كثيرة تدل على ذلك و تفرض على المغرب أخذها بعين الأعتبار في أي قرار.

و في الأخير و رغم تفاؤلي الحذر فإن هذه القراءة الشخصية للأمور توضح بالملموس أن أي قرار مقبل يجب أن يكون علميا بالدرجة الأولى و يأخذا بعين الاعتبار أولويتنا منذ اليوم الأول في مواجهة الجائحة « مهما كانت الكلفة فحياة أي مغربي لا تقدر بثمن »…. حتى…يحفظنا الله جميعا….

*مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بالرباط

3 commentaires sur “و رمضان على الأبواب…. هل يجب أن نغير من الإجراءات الحالية؟

  1. 261482 961064Aw, i thought this was an really very good post. In notion I would like to invest writing in this way moreover – taking time and actual effort to manufacture a really excellent article but exactly what do I say I procrastinate alot and no means apparently go completed. 179052

  2. 129180 769340Hello there, just became alert to your weblog by means of Google, and identified that it is genuinely informative. Im going to watch out for brussels. I will appreciate in the event you continue this in future. Many people will be benefited from your writing. Cheers! 132758

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :