منذ فترة ليست بالقصيرة، تصدر خبر سرقة سيارة للشرطة تابعة للدائرة الأمنية السادسة بمنطقة سيدي يوسف بن علي من طرف « مختل عقلي » عددا من الجرائد المحلية والوطنية، وقامت الدنيا ولم تقعد. وهو ما دفع بعدد من المتربصين برجال الأمن بمنطقة سيدي يوسف بن علي إلى استغلال هذا الحدث، ليروجوا كذبا وبهتانا ولغاية في أنفسهم، أن منطقة سيدي يوسف بن علي تعيش على وقع انفلات أمني خطير.

وإذا كانت سرقة سيارة للشرطة تجعل هؤلاء المتربصين يصفون الوضع الأمني بالمنطقة بالمنفلت، فدعوني أذكر بوقائع أمثال هذه الواقعة الشادة؛ مدينة وزان كانت شاهدة على مثل هذا الحدث، حيث سبق لشخص أن استولى على سيارة تابعة للمنطقة الأمنية الإقليمية بوزان ولاذ بالفرار بسرعة جنونية ليرتكب بواسطتها حادثة سير خطيرة بعدما قام بدهس شخص والتسبب له في إصابات متفاوتة الخطورة. وفي يوم الجمعة 21 أبريل 2017 عاشت مصالح الأمن بالدارالبيضاء ليلة بيضاء بعدما تعرضت سيارة تابعة لها من طرف مجهول بمنطقة الفداء-مرس السلطان. وفي مدينة الدار البيضاء مرة أخرى وبالظبط بمنطقة عين الشق، تعرضت سيارة تابعة لمصلحة حوادث السير للسرقة ولم يتم العثور عليها إلا بعض انقضاء ساعات طوال من البحث.

إذن، وبإعمال قليل من العقل، فمنطقة سيدي يوسف بن علي شأنها شأن عدد من مناطق المملكة المغربية، والتي شهدت مثل هاته الواقعة الشادة؛ وعليه فلا يمكن توصيف مثل هذه الواقعة المشتتة هنا وهناك، والمتسمة بالعرضية والفردية على أنها انفلات أمني، فالإنفلات يتجلى في شيوع وذيوع واقعة أو جريمة، مع علنيتها وإشهارها في الشارع العام، بما فيه إذاية مادية أو معنوية للأمن العام للمواطن، ومع التكرار والمعاودة نظرا لغياب الرادع، مما ينتج عنه الرعب والإرهاب في الشارع العام، وتصبح فيه سلامة المواطن قاب قوسين أو أدنى. وإذا كان الأمر كذلك، فهل بسبب سرقة سيارة للشرطة يتم توصيف الوضع الأمني بالمنطقة بالمنفلت؟ بقليل من التأمل والتفكير يطمئن المرؤ للإجابة بالنفي.

فعلا هناك بعض الملاحظات التي تصل حد الاستياء بعض الأحيان من جراء تراخي كثير من الأمنيين بمنطقة سيدي يوسف بن علي، فعلا هناك عدد من العناصر الأمنية التي وجب تغييرهم في أقرب وقت، فعلا منطقة سيبع تشهد حدوث جرائم كثيرة هنا وهناك، على درجات ومستويات متباينة، فمن السرقات الموصوفة، إلى هتك عرض طفل قاصر، إلى حالات اغتصاب، ثم مرورا بجرائم قتل، فعلا منطقة سيدي يوسف بن علي تخمد أمدا قليلا، ثم تستيقظ على عويل أم هنا أو نواح أب هناك، أو صراخ أخ أو أخت هنالك، فعلا، وفعلا…. لكن الأمر لا يعدو أن يكون على مستوى دروب وأزقة وشوارع بعينها؛ لكن، أن يسفه هؤلاء المتربصين مجهودات رجال الأمن بمنطقة سيدي يوسف بن علي جملة وتفصيلا، وأن يضربوا عرض الحائط جهودهم بسبب سرقة سيارة تابعة لهم، وأن يتناسوا أنه وقبل أسابيع قليلة قام عناصر الأمن بالدائرة الأمنية السادسة بضربة أمنية كبيرة لا يقوم بها إلا رجال الأمن « المعلمين » وذلك بعد أن قاموا بحجز أزيد من 140 كيلوغراما من مخدر الحشيش كانت موجهة للاستهلاك، فلهو أمر غير مقبول، لما قد يخلقه من ذعر عارم لدى المواطن من جهة وهذا أمر سيء، ولما قد يخلقه من استياء وتذمر لدى رجال الأمن بمنطقة سيبع من جهة أخرى وهو أمر أسوأ، فالأولى الاعتراف بالفضل لأهله كي يستمروا فيه لا كي يتراجعوا عنه، فإذا كان هذا واجبهم وهو ما لا نختلف فيه، فهناك كثير من الأعباء التي يتحملون مشاقها لا تدخل بتاتا في دائرة مهامهم وهي تأتي على حساب راحتهم وأسرهم.

ولهؤلاء المتربصين، نقول، أنفثوا سمومكم بعيدا عن رجال الأمن بمنطقة سيدي يوسف بن علي، واتركوهم يشتغلون في هدوء؛ كفاكم اصطيادا في الماء العكر، كفاكم حملات قذرة ضدهم، كفاكم مؤامرات فاشلة التي تحاك من طرفكم.