
التأم يوم أمس الأحد 20 فبراير العديد من الحساسيات والإديولوجيات بساحة باب دكالة بمراكش، في صرخة موحدة ضد ارتفاع الأسعار، وصمت المسؤولين، وتراجع الحريات، تخليدا لذكرى 20 فبراير التليدة.
وقفة جمعت رفاق اليسار بتوجهاتهم، ومنتسبين للحركة الثقافية الأمازيغية، وقلة من الإسلاميين، ومواطنين غير مصبوغين بأي إيديولوجيا، أخرجهم للشراع لهيب الأسعار الذي أحرق معيشتهم، كان في مقدمتهم الأمهات وربات البيوت في حضور مكثف ورمزي، يشي بالكثير عن معاناة المعيش اليومي.

ربات البيوت بجلابيهن المغربية الأصيلة، ووجوههن الغاضبة المستجيرة، كن في احتجاجات يوم أمس بمراكش شعلة منيرة، تفوقت على الإيديولوجيا، وأمسكت التناقض الرئيس من تلابيبه، ووجهن شعارات للحكومة إما معالجة غلاء الأسعارأو الرحيل، ورددن في كثير من الأحيان شعارات زاحمت حناجر متمرسي النضال في ساحات الجامعات وخارجها.
صور الصحافيين ومعتقلي الرأي الذين غُيبت أصواتهم وراء أسوار السجون، كانت رفرافة بين أيدي المحتجين، تحلق كحمائم باب دكالة في شموخ ومقاومة وتؤكد أن الحرية والكرامة مطلبان لا يحتملان التأجيل في مغرب اليوم.
رجال من الكهول، مقطبي الجباه، شديد الانتباه، تبدو الأزمة جلية على تقاسيمهم، وتبكي أحوالهم وإن اخشوشنت أصواتهم، أحدهم يحمل ورقة مقواة تحمل مصباحا وصنبورا، مستجيرا من غلاء الفاتورة ونضوب النافورة، وقد جف معين القوت، وأظلم المستقبل في البيوت.

ما أنبأ عنه بعض المحتجين بالحال، عبر عنه بالمقال نورالدين بلكبير منسق الجبهة الاجتماعية المحلية بمراكش، حيث قال “خرجنا اليوم لأمرين أولا تخليدا لذكرى 20 فبراير المجيدة، لأن مثل هذا اليوم منذ 11 سنة، طاف بلادنا عشرات الآلاف من المواطنين والمواطنات المغاربة، الذين عبروا عن مطلبهم في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة، وطالبوا بالعيش الكريم”.
وأضاف بقسمات جادة “بعد 11 سنة نحن نقف في نفس المكان نحتج لكن بطرق أقسى، حول التدهور في الحقوق العامة والحقوق الشخصية، الحق في التنظيم والحق في الاحتجاج الذين تم ضربهما، ثم في ظرف يعرف زيادات صاروخية على مستوى الأسعار، خاصة في المواد الأساسية واللي هي المحروقات والمواد الغذائية، وبالتالي جئنا لنعبر عن احتجاجنا واستنكارنا، أولا أمام الصمت الحكومة، ونطالبها بالتدخل العاجل لأجل رفع معاناة المواطنين، وجئنا لنطالب أيضا بإطلاق سراح معتقلي الرأي والصحافيين”.
![]()







