وفاة الهولندي لوأوتنز مخترع أشرطة الكاسيت
1931 مشاهدة
توفي المهندس الهولندي وصاحب الاختراعات الرائدة الذي ابتكر للعالم شرائط الكاسيت والأقراص المدمجة « التي أحدثت ثورة » في تاريخ الموسيقى، عن عمر يناهز 94 عاماً.
أوتنس ولد في هولندا عام 1926، وبدأت علاقة حبه مع التكنولوجيا بعد تركيبه راديو لعائلته خلال الحرب العالمية الثانية، حتى يتمكنوا من الاستماع إلى البث أثناء الاحتلال النازي للبلاد، نقلاً عن صحيفة The Independent البريطانية.
وبحلول عام 1963، كان الرجل البالغ من العمر 36 عاماً قد أصبح رئيساً لقسم تطوير المنتجات في شركة « فيليبس » Philips للتكنولوجيا التي كان يقع مقرها في بلده هولندا، وفي هذا العام تحديداً كشف النقاب عن اختراعه « شريط الكاسيت » في أحد معارض الإلكترونيات في برلين.
مخترع شريط الكاسيت
بعد ذلك، أصبح اختراعه أول خطوة في طريقة إتاحة شرائط الكاسيت للجماهير في كل مكان، وشرارة انطلاق شرائط المنوعات (mix-tape) وقوائم التشغيل الموسيقية (playlist) وأول مسجِّلات محمولة ميسورة التكلفة، وأجهزة الراديو كاسيت الضخمة (Boomboxes) التي تحولت مع الوقت إلى أجهزة تسجيل « الوكمان » المحمولة، ثم أجهزة الاستماع إلى الموسيقى من لوحة القيادة داخل السيارة، لتحل تلك الاختراعات محل الآلات والأجهزة الموسيقية الأضخم والأغلى والأكثر عرضة للكسر وأكثر تكلفة بما لا يقاس.
قال أوتنس في ذلك الوقت إن محور تفكيره كان صنع شيءٍ يمكن وضعه في جيب السترة. وبعد سنوات، كان يجري الترويج للنسخة الثامنة من شرائط الكاسيت تحت شعار: « أصغر من علبة سجائر! ».
وأصبحت « شرائط الكاسيت المضغوط » نموذجاً للأجهزة من هذا النوع في جميع أنحاء العالم بعد أن أبرم أوتنس صفقة مع شركة « سوني » لتصنيع جهاز لتشغيلها، وهو ما أصبح جهاز « الوكمان » (The Walkman) المحمول، والذي تفوق بسرعة على أقراص الفينيل الفونوغرافية التي كان يتعذر حملها إلى أي مكان.
إذ اعترف أوتنس لاحقاً بأنه كان « من المؤلم » له أن شركته « فيليبس » لم تكن هي الشركة التي ابتكرت المشغل الموسيقي الذي أصبح رمزاً لثقافة الثمانينيات، من مادونا إلى كل مراهق كان يحمل واحداً في جيبه.
ومن أكثر المشاهد التي أصبحت علامة ثقافية على الثمانينات وفي تاريخ الأفلام عموماً: مشهد الممثل الأمريكي جون كوزاك وهو يحمل جهاز الراديو كاسيت الضخم خارج نافذة حبيبته ديان في فيلم Say Anything في عام 1989، وهو المشهد الذي أصبح له بعد آلاف من مشاهد وصور المحاكاة، من مسلسل « ذا سيمبسونز » The Simpsons الكارتوني الشهير إلى فيلم Deadpool إلى مسلسل Glee الموسيقى، وليس انتهاء بفيلم « نتفلكس » الناجح الذي صدر جزؤه الأول العام الماضي والثاني هذا العام To All The Boys.
اختراعه غير العالم
أصبح شريط الكاسيت بديلاً معروفاً لرسالة الحب التقليدية في ثقافة الشباب، علاوة على تحوله إلى عنصر مهم في انتشار موسيقى « الهيب هوب » وثقافة موسيقى « ريذم آند بلوز » R&B الشعبية في أوساط المجتمعات الإفريقية الأمريكية في السبعينيات والثمانينيات، واستخدمه فنانون مثل غراندماستر فلاش كوسيلة رخيصة لتوزيع موسيقاهم، أو مزجها مع مقطوعات موسيقية أخرى في النوادي الليلية والحفلات الموسيقية، مع تجنب دعاوى انتهاك حقوق النشر.
في عام 2016، قال أوتنس في الفيلم الوثائقي Cassette: A Documentary Mixtape عن شريط الكاسيت: « توقعنا أن يكون اختراعاً ناجحاً، لكن لم نتوقع أن يحدث ثورة » تغيّر تاريخ الموسيقى ويكون لها هذا التأثير الثقافي.
يقول زاك تايلور، مخرج الفيلم الوثائقي، الذي أخرج مقابلة مع أوتنس، لصالح محطة NPR الإذاعية: « لقد أرادوا أن تكون الموسيقى شيئاً محمولاً ويمكن الوصول إليها في كل مكان. تعلّمنا عبر شرائط الكاسيت كيفية استخدام أصواتنا، لذا في المرة القادمة التي تنشئ فيها قائمة مفضلاتك الموسيقية المثالية على خدمة (سبوتيفاي) Spotify، أو ترسل رابطاً لمشاركة أغنية تحبها، عليك أن تتذكر أن لو أوتنس يستحق جزءاً من الشكر على ذلك ».
من هو أوتس مخترع شرائط الكاسيت؟
اشتهر أوتنس بتواضعه، وطالما عزا الفضل في اختراعاته إلى كونها جهداً جماعياً، وزعم أن المهندسين الذين ابتكروها كانوا « مثل الأولاد الصغار الذين استمتعوا باللعب » واختراع تلك الأشياء بالإضافة إلى ذلك، كان أوتنس جزءاً من فريق شركة « فيليبس » الذي ساهم في اختراع الأقراص المضغوطة CD في عام 1979.
وكان جزءاً من الفريق الذي وضع الأسس الأولى لانتشار الأقراص المدمجة في عام 1982، قبل أن يتقاعد في عام 1986 وفي خلال سنوات، تجاوزت مبيعات الأقراص المدمجة في نهاية المطاف مبيعات الكاسيت في أوائل التسعينيات.
ثم تراجعت موضة الكاسيت تدريجياً مع توقف مبيعات شركة « سوني » بحلول عام 2010.
ومع ذلك، فقد شهد هذا المنتج نوعاً من الإحياء الثقافي في السنوات القليلة الماضية، والفضل في ذلك لجيل ما بعد الألفية « الجيل زد » Gen Z.
ففي عام 2020، تم بيع أكثر من 157 ألف شريط كاسيت في المملكة المتحدة وحدها، أي أكثر من ضعف ما كانت عليه المبيعات في عام 2019، وهي ضعف ما كانت عليه في عام 2018، وكانت تلك أكبر مبيعات لشرائط الكاسيت منذ 2003/2004.
ويُنسب هذا الإحياء أيضاً في جزء منه إلى فيلم Guardians of the Galaxy، الذي أصدر موسيقاه التصويرية على شرائط كاسيت تشبه تلك التي ظهرت في الفيلم، وفي عام 2017، بعد إصدار الفيلم، ارتفعت مبيعات ألبومات الكاسيت بنسبة 35% لتصل إلى 174 ألف نسخة، وفقاً لبيانات شركة Nielsen Music.
وبطبيعة الحال، تظل وسائط بث الموسيقى المتدفقة عبر الإنترنت هي الطريقة الأكثر انتشاراً هذه الأيام، حيث تمثل مبيعاتها أكثر من 80%.