هل تسير لبؤات الأطلس على خطى الأسود في مونديال قطر ؟

1057 مشاهدة

هل تسير لبؤات الأطلس على خطى الأسود في مونديال قطر ؟

تتوقع لاعبة كرة القدم اليافعة رباب توغة أن تنجح سيدات المغرب « مثلما نجح الرجال » في مونديال قطر، عندما يخضن أول مشاركة عربية في مونديال السيدات لكرة القدم 2023 الصيف الحالي، في خضم طفرة اللعبة بين الفتيات في المملكة المغربية.

كانت توغة البالغة من العمر 14 عاما بصدد خوض تمارين إعدادية رفقة نحو 12 من رفيقاتها على ملعب مدرسة « أفاداس » لكرة القدم بضواحي الدار البيضاء، حيث كن يصغين بانتباه لمدربهن محمد جيدي.

تعرب توغة عن سعادتها بعد انتهاء المران، قائلة « أتخلص من الطاقة السلبية عندما ألعب الكرة وأشعر بأنني في أحسن حال، هذه الرياضة تعطيني ثقة بالنفس ».

كرة القدم ليست مجرد هواية بالنسبة لتوغة، إذ تطمح إلى أن تصبح لاعبة دولية « خصوصا بعد إنجاز لبؤات الأطلس » اللواتي تمكن من التأهل للمشاركة في كأس العالم بأستراليا ونيوزيلندا بين 20يوليو و20 غشت.

جاء ذلك بعدما حققت سيدات المغرب المفاجأة في كأس أمم إفريقيا الأخيرة التي أقيمت بالمملكة في يوليو 2022، عندما بلغن النهائي وخسرن أمام جنوب إفريقيا (1-2) في مباراة تابعها نحو 50 ألف متفرج بالرباط.

تعبر ملاك المسواري (15 عاما)، زميلة توغة، عن إعجابها بسيدات المنتخب « اللواتي لا يدخرن جهدا لتمثيل المغرب أحسن تمثيل. نحن فخورات بهن »، مؤكدة أن ممارسة كرة القدم هي « متنفسها الوحيد ».

ويتغذّى الأمل في إنجاز مشرف بمونديال السيدات، بالإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي في مونديال قطر نهاية العام الماضي، عندما بات أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ المربع الذهبي في تاريخ كأس العالم.

ويوضح المدرب جيدي (63 عاماً) أن « الإنجازات التي حققها منتخبا الرجال والسيدات، حفزت الفتيات للتدرب على الكرة ».

ولا يزال وقع ملحمة « أسود الأطلس » في قطر كبيرا في المغرب، ومبعث أمل في تكراره.

ذلك أن « منتخب الرجال لم يعتبر أبدا أن بلوغ نصف نهائي كأس العالم أمر صعب، لقد حددوا فقط هدفا وصمموا على تحقيقه »، حسب ما ترى اللاعبة اليافعة هدى خلطي (16 عاماً) التي لا تخفي إعجابها بحارسة مرمى منتخب السيدات خديجة الرميشي.

وتستطرد زميلتها توغة بالقول إنه « كان من الممكن أن تمر مشاركة منتخب السيدات (المرتقبة) في كأس العالم مرور الكرام، لولا الإنجاز الذي حققه أسود الأطلس، لأن المغرب لم يسبق له أن بلغ مستوى مماثلا ».

وتضيف أن « هذا النجاح يغذي ثقتنا في لاعبات المنتخب » اللواتي سيواجهن ألمانيا حاملة اللقب مرتين، كوريا الجنوبية وكولومبيا، على أمل التأهل إلى الدور الثاني.

تؤكد قائدة المنتخب المغربي غزلان الشباك بدورها، في حوار أجرته مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن « منتخب الرجال أظهر لنا ألا شيء مستحيل إذا قاتلنا وبقينا محافظين على تركيزنا ».

وتضيف أن « المشجعين المغاربة لديهم شغف غير معقول بكرة القدم، تماما مثلنا نحن اللاعبات واللاعبون، لذلك سنبذل كل ما في وسعنا لإسعادهم ».

إلى جانب الحماسة التي ولدتها مشاركة « أسود الأطلس » في مونديال قطر، تعود الشعبية التي باتت تحظى بها الكرة النسوية أيضا إلى الإستراتيجية التي وضعت في العام 2020 لتطويرها.

وتوضح رئيسة الرابطة الوطنية لكرة القدم النسوية خديجة إلا، أن « الجامعة (الاتحاد) استثمرت في الكرة النسوية، وتغيرت العقليات، اليوم هناك اهتمام وتطور ملموسان ».

وتشرف الرابطة منذ العام 2021 على بطولة احترافية من قسمين، وتلزم أعضاءها وهم 42 ناديا في المجموع، بتوفير فرق للفئات العمرية الصغرى لأقل من 15 و17 عاما.

ويسعى المغرب اعتبارا من العام المقبل، إلى الإسراع في التكوين لبلوغ هدف تهيئة 90 ألف لاعبة و10 آلاف من المؤطرات والمؤطرين.

اخر الأخبار :