هل تسرعت السلطات في نقل تلاميذ الحوز إلى مراكش ؟

1879 مشاهدة

هل تسرعت السلطات في نقل تلاميذ الحوز إلى مراكش ؟

 

 

 

أثيرت مؤخرا عديد التساؤلات حول القرار الصادر عن الجهات المسؤولة، والمتمثل في نقل التلاميذ المتضررين من زلزال الحوز صوب المؤسسات التعليمية الداخلية بمراكش، خاصة مع ما أعقب العملية من ضجة واسعة، بعد انتشار شريط فيديو لتلميذة تشتكي من الوضع المزري للبنية التحتية بالقسم الداخلي بمدرسة بن يوسف.

 

وفي تواصلنا مع طبيبة نفسية، كشفت الأخيرة أن السلطات كانت متسرعة للغاية في اتخاذ قرار نقل التلاميذ المتضررين من الزلزال صوب المؤسسات التعليمية بمراكش، مرجعة الأسباب، إلى عدم القيام بدراسة قبلية للعملية، خاصة وأن التلميذات والتلاميذ مازالوا صغار السن، ويعانون نفسيا من جراء تداعيات الفاجعة التي أودت بأفراد عائلاتهم، وتركت بعضهم بدون أولياء امورهم.

 

وأضافت المتحدثة، أنه كان من اللازم التتبع النفسي لهؤلاء التلاميذ، مع تأخير انطلاق موسمهم الدراسي، أو جعله سنة بيضاء، والاقتصار على بعض حصص الدعم بعد استكمال العلاج النفسي، عوض التسرع في نقلهم صوب المؤسسات التعليمية بمراكش.

 

وفي نفس السياق عبرت فاعلة جمعوية نشيطة بمراكش عن قلقها إزاء الوضع النفسي المزري الذي يتواجد فيه تلاميذ الحوز، معتبرة أنهم تعرضوا لزلزال آخر نفسي لعدم تأقلمهم مع ما وجدوه بالداخليات التي نقلوا إليها، والتي لم تقدر على استيعاب الكم الهائل من النزلاء، داعية إلى ضرورة البحث عن حلول مستعجلة للمشاكل القائمة بفعل القرار الذي اعتبرته كذلك متسرعا، والمتمثل في نقلهم صوب مراكش.

 

وكانت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع مراكش المنارة، قد دخلت هي الأخرى على الخط، حيث اعتبرت أن العملية لم تراع الظروف النفسية للعائلات المكلومة، كما لم يشملها الدعم النفسي للتلاميذ في مثل هذه الشروط، حيث شملت لحدود اليوم قرابة 1947 تلميذ وتلميذة.

وأكدت الجمعية أن إدارة العملية عرفت الارتباك والارتجال، مما تسبّب في حرمان قرابة ثلثي التلاميذ من استئناف دراستهم، كما سجلت عدم احترام خصوصية التلميذات والتلاميذ، حيث تم إدماجهم بداخلية واحدة مما أدى إلى نفور ومغادرة ما يقارب 15 تلميذة للداخلية.

 

ويشار أن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى قد زار أول امس الأربعاء ، القسم الداخلي للثانوية التأهيلية بن يوسف للتعليم العتيق، وذلك على اثر تداول شريط فيديو من طرف تلميذة على مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق للوضعية المزرية للبنية التحتية بالمؤسسة المذكورة.

 

وتقرر على إثر الزيارة التخفيف من أعداد التلميذات والتلاميذ بهذه الداخلية، بما يمكن تجنب الاكتظاظ بها، حيث سيتم بتنسيق مع السلطات تحويل التلميذات القاطنات والبالغ عددهن 230 إلى دار الطالبة بدوار السراغنة، وذلك يومه الجمعة، كما تقرر استقبال شركة المناولة المكلفة بخدمة نظام المطعمة ابتداء من أمس الخميس، إضافة إلى إجراء الإصلاحات اللازمة للقسم الداخلي بمؤسسة بن يوسف بصفة استعجالية ابتداء من يومه الخميس، والتي تهم أساسا الصباغة والنجارة والسباكة وتركيب الألواح الزجاجية والمرافق الصحية، مع تخصيص خزانات فردية للتلميذات والتلاميذ بصفة فورية، وتعزيز تواجد وتدخل الأطر المكلفة بالدعم الاجتماعي والنفسي بفضاء هذه الداخلية من أجل مواكبة التلميذات والتلاميذ.

اخر الأخبار :