هل بمقدور الطاقات الشابة بمراكش المنافسة بقوة في الانتخابات وإزاحة الأسماء المعتادة ؟

1865 مشاهدة

هل بمقدور الطاقات الشابة بمراكش المنافسة بقوة في الانتخابات وإزاحة الأسماء المعتادة ؟

 

 

 

مع بدأ العد التنازلي لإغلاق الفترة المخصصة لوضع ترشيحات منتخبي الأحزاب للاستحقاقات الانتخابية القادمة زوال يوم غد الأربعاء، يطفو على السطح من جديد موضوع مشاركة الشباب المراكشي في الحقل السياسي من عدمه، وكذا منحهم الفرصة لقيادة اللوائح الانتخابية سواء الجماعية أو البرلمانية.

 

ومن خلال اطلاعنا على معظم اللوائح الانتخابية التي تم وضعها منذ فتح الباب بتاريخ 16 غشت، لوحظ أن الأحزاب السياسية وفروعها بالمدينة الحمراء، فضلت مجددا عدم وضع الثقة في الأطر الشابة لقيادة اللوائح مع استثناءات قليلة، حيث اكتفت فقط بوضع بعض الطاقات في اللوائح وراء وكلاء اعتدنا على دخولهم غمار الانتخابات منذ سنوات خلت.

 

لكن وبالرغم من قلة الطاقات الشابة على رأس اللوائح الانتخابية بمدينة مراكش، إلا أننا ارتأينا التطرق إلى الموضوع المتعلق بما مدى قدرة الكفاءات القليلة التي منحت لها الفرصة في منافسة الوجوه السياسية المألوفة، وهل لها القدرة لإزاحتها ؟

 

وقد ربطنا الاتصال بسفيان الشيخ عضو المكتب الإقليمي للشبيبة التجمعية ومسؤول بإدارة الحملة الانتخابية لأخذ رأيه في الموضع، كونه فاعل سياسي شاب ونشيط، إضافة إلى كون حزب الحمامة من بين الأحزاب القلائل التي منحت الفرصة للشباب، حيث قال « طبعا المد الشبابي اليوم قادر على خلق الفارق، وقادر على خلق فرصة لنفسه لإزاحة من استولوا على مناصب المسؤولية ببلادنا منذ عقود خلت. »

 

وأضاف سفيان الشيخ « لكن حتى ننجح في هذه الإزاحة وحتى يتولى شبابنا مناصب المسؤولية يجب توفر بعض الشروط أهمها أن يقوم المواطن بمسؤوليته الديمقراطية المتمثلة في التصويت على أتم وجه، لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننادي بالتغيير ونحن نعلم كيف تتم عملية شراء الأصوات وكيف تعطي فئة عريضة من المواطنين صوتها بطرق يمكن القول عنها أنها « بليدة ولا مسؤولة »، حيث ولنكن صريحين لا يمكن أن ينادي المواطنون بالتغيير في طرق التدبير وأن ينادوا بالنزاهة والمسؤولية وهم يبيعون أصواتهم وحقوقهم بثمن بخس« .

 

وفي ذات السياق أكد الفاعل السياسي الشاب « أن الشباب قادرين على خلق الفارق، وعلى خدمة وطنه من مناصب المسؤولية، فيكفي أن ننال ثقة المواطنين لنقدم لهم خير دليل على أن متطلبات اليوم لن يعرفها إلا شباب اليوم وأبناء اليوم، و نحن على سبيل المثال في حزب التجمع الوطني للأحرار، 21,6 من وكلاء لوائحنا للانتخابات التشريعية هم شباب لم يتجاوزوا من العمر 45 سنة، وكذلك عدد مهم من أبناء الحزب تمت تزكيتهم كوكلاء لوائح للانتخابات الجماعية، اليوم أنصفنا نحن الشباب من طرف حزبنا يكفي أن ينصفنا المواطنون، الشباب يخوض التجربة ويشارك من الميدان في تدبير الشأن العام، الشباب قادر على بعث الطموح من الرماد، الشباب قادر على صناعة التغيير ».

 

وفي تدخل للأستاذ الجامعي محمد العبدوني الخياري أكد « أن فئة الشباب تعتبر هي الركيزة الأساسية لأي مجتمع، فلا يمكن لأي بلد أن يتطور  ويستمر في النمو دون الشباب، فكل حديث عن الشباب هو حديث عن الديموقراطية  والمساواة والعدل ويكفي ان نلاحظ الدور الذي لعبه الشباب في  ما سمي “بالربيع العربي”  سنة 2011 من خلال المطالبة بإسقاط الفساد والاستبداد والمطالبة بالاصلاحات السياسية والدستورية، وذلك بعزم  وتضحيات مهمة ».

 

وجاء في مداخلة الأستاذ العبدوني  » لاحظنا عزوفا واضحا للشباب عن العمل السياسي والمشاركة في صنع القرار، وهو سبب راجع لبعض العوامل منها الإرث الثقيل الذي خلفه منطق ممارسة السياسة كمرادف للقمع والإعتقال وتدني الخطاب في الحياة السياسية والمؤسسات المنتخبة والقادة، مع عدم إعطاء الأهمية للشباب المتواجدين داخل الأحزاب بتوليهم المسؤولية اضافة الى غياب الديمقراطية الداخلية في انتخاب قيادات الحزب وهياكله ومنظماته، بتفضيل منطق التوريث، العائلة، القرابة، والتعيينات والمصالح عوض منطق الكفاءة والمقدرة، مع غياب حرية التعبير لدى منخرطي الأحزاب، والصراعات والتطاحنات الشخصية داخل الأحزاب، حول التزكيات في الانتخابات واللاوائح الوطنية، وان تقديم شباب للانتخابات دون  تأطير  يترجم غياب استراتيجية واضحة لدى الدولة لإدماج هذه الفئة في تسيير الشأن العام، وبالتالي المساهمة في الحياة السياسية عموما ».

وأشار المتحدث أن  » الشباب الذي ينوي ان يترشح للاستحقاقات المقبلة ملزم ان يكون له تاطير سياسي وتوجه حزيي معين والا سنجدهم مثل من سبقهم وسيتعلمون بعض العادات السيئة ممن سبقهم ، كما ان وسائل التواصلي الاجتماعي سهلت من تمرير الافكار بدون كلفة مالية كالسابق، لهذا فحظوظ الشباب صارت اكثر وفرة ويتكون في صالحة البلد خاصة ان الاطلاع على وضعية بعض الديموقراطيات الغربية شكل حافزا للشباب من اجل العمل على التغيير الإيجابي ».

 

واختتمت المداخلة بالدعوة إلى تشجيع الشباب فيما بينهم للتصويت عوض العزوف والمقاطعة كتصويت عقابي او انتقامي، معتبرا ذلك بالتشجيع على استمرار الوضعية السابقة والحالية التي تعيشها بلادنا، حيث المفسدين و »معلمين الشكارة »  يتربعون على كراسي الرئاسة ويستمر المسلسل..

اخر الأخبار :